يستعد المغرب لبدء إنتاج الغاز الطبيعي المُسال لأول مرة في تاريخه من حقل “تندرارا” شرق البلاد مع نهاية 2024، عبر شراكة مع الشركة البريطانية “ساوند إنرجي”، حيث تبدأ التجارب الصيف المقبل، ليرتفع الإنتاج التجاري إلى 10 ملايين قدم مكعب يوميًا، مع إمكانية مضاعفته لـ40 مليونًا مستقبلًا.
يُمثل المشروع جزءًا من رؤية المغرب لتنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على الواردات (مليار متر مكعب سنويًا)، خاصة في قطاعات الكهرباء والصناعة.
و سيعتمد نجاح هذا المشروع على البنية التحتية، مثل خط أنابيب بطول 120 كم يربط “تندرارا” بالخط المغاربي الأوروبي (استثمار 400 مليون دولار)، واستغلال الموقع الجغرافي الاستراتيجي لتصدير الغاز إلى أوروبا.
و قد استثمرت “ساوند إنرجي” 160 مليون دولار في التنقيب، وتمتلك 20% من الامتياز، بينما تسيطر الدولة المغربية على 25% عبر المكتب الوطني للهيدروكربورات، و55% لشركة “مناجم” المغربية.
و تعتمد الخطة على تعزيز الشراكات الدولية لنقل التكنولوجيا وضخ استثمارات جديدة، مثل مشاريع حفر آبار استكشافية (25 مليون دولار) وتقنيات زلزالية متطورة.
و يُشدد الخبراء على ضرورة تطوير البنية التحتية والبحث العلمي لدعم الصناعات المحلية (كالبتروكيماويات)، وتعزيز الكفاءات الوطنية لتقليل الاعتماد على الخبرات الأجنبية. حيث يُعوّل كذلك على الاستقرار السياسي والاقتصادي المغربي لجذب المزيد من الاستثمارات، خصوصًا مع الطلب الأوروبي المتزايد على الغاز كبديل للطاقة التقليدية.
و ستُعزز هذه الخطوة مكانة المغرب كجسر طاقي بين إفريقيا وأوروبا، وتُرسي أساسًا لتحقيق استقلالية جزئية في مجال الطاقة خلال السنوات المقبلة.
