في مدينة فاس، كما في مدن مغربية أخرى، لا يزال مشهد العشوائية في عبور الشوارع حاضرًا بقوة، حيث يتجاهل كثير من الراجلين ممرات العبور ويخاطرون بحياتهم بعبور الطرقات عند الإشارات الخضراء الخاصة بالسيارات، مما يخلق فوضى مرورية و حوادث خطيرة . هذه السلوكيات تطرح تساؤلات جدية: من يتحمل المسؤولية؟ هل هي الأسرة؟ أم غياب الوعي؟ أم ضعف الزجر؟
تلعب الأسرة دورًا أساسيًا في غرس قيم احترام قواعد السير ، إلا أن البعض يعتبرون أن هذه السلوكيات مجرد “عادة” يومية، ما يعكس ضعفًا في التربية على المواطنة داخل البيت والمدرسة. فالتوعية تبدأ من الصغر، وعندما ينشأ الأطفال وسط استهتار جماعي بالقوانين ، يصبح من الصعب عليهم احترامها لاحقًا.
يرى البعض أن السبب الأساسي لهذا السلوك هو الجهل بقواعد المرور ، لكن الواقع يشير إلى أن الكثيرين يعرفون القوانين جيدًا، لكنهم يختارون عدم الامتثال لها، مما يجعل المسألة أقرب إلى الاستهتار وعدم المسؤولية أكثر من كونها جهلًا.
في مدن كبرى، حيث تُنظَّم تظاهرات دولية كبرى، يصبح الانضباط المروري ضروريًا لعكس صورة حضارية، إلا أن ضعف الزجر والرقابة يساهم في استمرار هذه الفوضى. فغياب الغرامات على الراجلين المخالفين، وعدم تطبيق حملات توعوية دائمة، يؤديان إلى استمرار هذه السلوكيات التي قد تبدو بسيطة، لكنها تُعيق أي محاولة لتنظيم المدينة بشكل حضاري.
لمعالجة هذه الظاهرة، لا بد من مقاربة شاملة تجمع بين:
• التربية المدنية داخل المؤسسات التعليمية والأسر.
• حملات توعوية منتظمة للراجلين والسائقين.
• تطبيق غرامات مالية على المخالفين، كما هو معمول به في العديد من الدول المتقدمة.
في النهاية، لا يمكن الحديث عن مدينة جاهزة لاحتضان أحداث دولية كبرى إذا كان جزء من سكانها لا يزالون غير قادرين على احترام أبسط قواعد السير، لأن احترام القانون في التفاصيل الصغيرة هو ما يعكس مدى تطور المجتمع.