ماذا لو تولّى معاذ الجامعي تسيير مدينة فاس منذ 2015 قبل مجيء السعيد ازنيبر ؟

الحقيقة 247 مارس 2025
ماذا لو تولّى معاذ الجامعي تسيير مدينة فاس منذ 2015 قبل مجيء السعيد ازنيبر ؟

لطالما كانت مدينة فاس، العاصمة العلمية للمملكة، تعاني من تحديات متراكمة على مستويات عدة، أبرزها البنية التحتية، الفوضى في تدبير المرافق العمومية، وانتشار العشوائية في قطاعات مختلفة.

ومع تعاقب المسؤولين، ظل المواطن الفاسي يتطلع إلى شخصية قيادية قادرة على إحداث تغيير ملموس.
اليوم، يطرح كثيرون سؤالًا افتراضيًا: ماذا لو كان معاذ الجامعي، والي جهة فاس-مكناس الحالي، قد تولى تسيير المدينة منذ 2015، قبل مجيء الوالي السعيد ازنيبر؟

يُعرف معاذ الجامعي بأسلوبه الحازم والإداري الصارم، وهو ما أظهره خلال فترته الحالية في تسيير الشأن المحلي، حيث أطلق حملات قوية ضد احتلال الملك العمومي، وفرض النظام في المرافق الحيوية، ومراقبة تنفيذ المشاريع الكبرى. ولو كان في منصبه قبل 2015، لكانت العديد من الملفات قد حُسمت بشكل مبكر، ومن أبرزها:

• تحرير الملك العمومي
منذ سنوات، تعاني فاس من تفشي مظاهر الاحتلال العشوائي للملك العمومي، حيث انتشرت الأسواق العشوائية و”الفراشة” في كل مكان. الجامعي، بصرامته المعهودة، ربما كان سيتدخل منذ البداية لتحرير الشوارع والساحات، وفرض التنظيم، مع توفير بدائل حقيقية للباعة المتجولين.

• إصلاح قطاع النقل الحضري

أزمة النقل الحضري في فاس تفاقمت على مدى سنوات، نتيجة سوء التدبير وغياب المراقبة. لو كان الجامعي مسؤولًا منذ 2015، لكان بإمكانه فرض دفتر تحملات صارم على شركة النقل الحضري، وضمان احترام التزاماتها تجاه المواطنين والعمال على حد سواء.

• محاربة الفساد الإداري

أحد أبرز المشاكل التي تعيق تطور المدينة هو البيروقراطية والفساد في بعض الإدارات المحلية. شخصية مثل الجامعي، المعروفة بالشفافية والانضباط، كان يمكنها وضع حدٍّ للعديد من التجاوزات، وفرض نظام إداري أكثر كفاءة في تدبير الملفات اليومية للمواطنين.


• جلب الاستثمارات وتعزيز التنمية الاقتصادية
يُعتبر تحفيز الاستثمار من أولويات أي مسؤول يسعى للنهوض بالمدينة، ولو كان الجامعي في منصبه منذ 2015، لكانت فاس اليوم ربما قد استفادت من مشاريع اقتصادية أكبر، توفر فرص عمل للشباب، وتُعيد للمدينة مكانتها كوجهة استثمارية.


رغم كل ما سبق، لا يمكن إنكار أن أي مسؤول، مهما كانت كفاءته، سيواجه تحديات كبيرة، خاصة في ظل وجود مجالس منتخبة غير متجانسة، وتجاذبات سياسية، ومشاكل بنيوية تتطلب حلولًا جذرية وليس فقط قرارات إدارية.

لكن الأكيد هو أن وجود معاذ الجامعي على رأس تسيير فاس منذ 2015 كان سيغير الكثير، وربما كان سيوفر على المدينة سنوات من الفوضى والتراجع، ويجعلها اليوم في وضع أفضل مما هي عليه.

اليوم، بعد كل هذه السنوات، يبقى السؤال: هل ستتمكن المدينة من استدراك ما فاتها، واستثمار الطاقات القادرة على قيادتها نحو مستقبل أفضل؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة، لكن فاس، بتاريخها العريق، تستحق الأفضل دائمًا.

الاخبار العاجلة