تشهد دائرة فاس الشمالية، المعروفة بـ”دائرة الموت”، تجاذبات سياسية داخل حزب التجمع الوطني للأحرار، خصوصًا مع اقتراب الانتخابات التشريعية المرتقبة في يونيو 2026 .
ففي الوقت الذي يُجمع فيه المتابعون على ضعف أداء النائب البرلماني التهامي الوزاني، طفا على السطح اسم جديد يثير الكثير من التساؤلات، وهو يوسف منضور، المنسق الإقليمي لحزب الحمامة بصفرو، الذي يسوّق لنفسه على أنه البديل الذي تريده قيادة الحزب على الصعيد المركزي حسب ما علمته الحقيقة24 من مصادر جد مطلعة .
و رغم الانتقادات الحادة لأداء التهامي الوزاني التهامي لا بصفته برلمانيا بفاس الشمالية و لا بصفته منسقا اقليميا للحزب بذات الدائرة ، إلا أن الحل لا يمكن أن يكون بفرض او تسويق اسم من خارج الدائرة الانتخابية، لا يملك امتدادًا شعبيًا ولا حضورًا سياسيًا في فاس. فطرح اسم يوسف منضور، الذي فشل بصفرو في لمّ شمل التنظيم الحزبي، يطرح علامات استفهام حول المعايير التي يعتمدها الحزب لاختيار مرشحيه. هل هو استقطاب مبني على معايير سياسية وانتخابية، أم مجرد محاولات فردية لتسويق الذات في غياب رؤية واضحة؟
المشهد داخل حزب الأحرار بفاس الشمالية يعكس حالة من الفوضى والتخبط، حيث لم يعد الصراع محصورًا بين الأسماء الحالية، بل أصبح هناك تسابق على الترويج لترشيحات لا تستند إلى أي منطق سياسي.
ومع اقتراب الاستحقاقات التشريعية، أصبح الحزب مطالبًا بعقد اجتماعات حاسمة لتوضيح الأمور، وإعادة ترتيب بيته الداخلي، حتى لا يتحول إلى ساحة لصراعات شخصية تضر بحظوظه الانتخابية.
فهل ستتدخل قيادة الحزب لوضع حد لهذا العبث، أم أن فاس الشمالية ستظل رهينة لاختيارات لا تخدم ساكنتها و على رأسها التهامي الوزاني التهامي ؟
