في خطوة تعكس حالة من التذمر والإحباط داخل التنظيمات الشبابية للأحزاب السياسية، قدّم أعضاء شبيبة حزب التجمع الوطني للأحرار بفرع جنان الورد – فاس استقالة جماعية، احتجاجًا على ما وصفوه بالتهميش والإقصاء الممنهج، وانعدام أي رؤية حقيقية لإشراك الشباب في العمل السياسي.
هذه الاستقالة ليست حالة معزولة، بل تعكس واقعًا متكررًا داخل المشهد الحزبي المغربي، حيث يُنظر إلى التنظيمات الشبابية كمجرّد ديكور انتخابي يُستخدم عند الحاجة، دون تمكين فعلي أو إشراك حقيقي في صناعة القرار. فكيف يمكن للأحزاب أن تطالب الشباب بالانخراط في الحياة السياسية، وهي أول من يُقصيهم ويُحبط طموحاتهم؟
هذا و يرى متتبعون للشأن السياسي بفاس أن هذه الاستقالات الجماعية تؤكد أزمة ثقة حقيقية بين الشباب والأحزاب، خاصة عندما يشعر هؤلاء بأنهم لا يُعامَلون كشركاء في المشروع الحزبي، بل كمجرد أدوات يتم استغلالها خلال الحملات الانتخابية، ثم يتم تهميشها بعد ذلك.
ويبقى السؤال مطروحًا: هل سيتخذ حزب التجمع الوطني للأحرار من خلال تتسيقيته لفاس الجنوبية إجراءات جادة لإعادة بناء جسور الثقة مع شبابها، أم ستظل دار لقمان على حالها؟
