في مشهد سياسي متحرك، تبرز قيادات حزبية بقدرتها على تدبير المرحلة بحكمة وحنكة سياسية، ويعد يونس الرفيق، المنسق الإقليمي لحزب التجمع الوطني للأحرار بفاس الجنوبية، أحد الأسماء التي استطاعت الحفاظ على وحدة الحزب وتعزيز موقعه في المشهد السياسي المحلي، خاصة بعد التحديات التنظيمية والسياسية التي عرفها الحزب في الآونة الأخيرة.
عاشت فاس الجنوبية تحولات سياسية بارزة بعد اعتقال البرلماني السابق رشيد الفايق، الذي كان يمثل واجهة حزب التجمع الوطني للأحرار في المنطقة. هذا المستجد أربك الحسابات السياسية للحزب، لكنه لم يثنِ يونس الرفيق عن إعادة ترتيب الأوراق والاستعداد لخوض الانتخابات الجزئية التي جرت في 23 أبريل 2024، حيث تمكن الحزب من الاحتفاظ بمقعده البرلماني بفضل استقطاب خالد العجلي، الذي خاض الاستحقاقات الانتخابية باسم “الأحرار” وحقق الفوز.
و في الصدد ، يحظى يونس الرفيق بثقة واسعة داخل الحزب، سواء على المستوى المحلي أو الجهوي، حيث يُعتبر رجل المرحلة في فاس الجنوبية، ويُشهد له بحرصه على تماسك الحزب وتدبيره الجيد للعلاقة مع المناضلين، وقد كان محمد شوكي، عضو المكتب السياسي والمنسق الجهوي لحزب الأحرار بجهة فاس-مكناس، أحد الداعمين للمنسق الاقليمي لفاس الجنوبية يونس للرفيق، وهو ما يعكس اقتناع القيادة الجهوية بقدراته التنظيمية والسياسية.
و حسب مصادر مقربة ، فإن أحد أبرز نقاط قوة يونس الرفيق هو قدرته على التواصل الدائم مع مناضلي الحزب، حيث يحرص على الاستماع لمطالبهم وتوحيد صفوفهم، في ظل التحديات التي يواجهها الحزب على المستوى المحلي. كما أن منهجيته في التدبير تقوم على تعزيز حضور الحزب في الأحياء والمناطق التابعة لفاس الجنوبية، والتفاعل مع قضايا الساكنة، ما يعزز من رصيده السياسي والتنظيمي.
و مع اقتراب الانتخابات التشريعية ليونيو 2026، يواجه حزب التجمع الوطني للأحرار في فاس الجنوبية مجموعة من التحديات، أبرزها الحفاظ على تماسكه الداخلي وتعزيز موقعه في المشهد السياسي المحلي، خاصة مع المنافسة الشرسة من الأحزاب الأخرى التي تسعى إلى انتزاع مقاعد الأحرار.
وفي هذا السياق، تبدو االمرحلة المقبلة اختبارًا حقيقيًا ليونس الرفيق، حيث سيكون عليه مواصلة تقوية التنظيم الحزبي، وإعادة ترتيب البيت الداخلي لضمان حضور قوي للحزب في الانتخابات المقبلة، سواء على المستوى البرلماني أو الجماعي.
هذا و يظل يونس الرفيق أحد الوجوه البارزة في المشهد السياسي بفاس الجنوبية، حيث تمكن من تجاوز تحديات كبرى، وحافظ على وحدة الحزب، وحمى مقعده البرلماني في مرحلة حساسة. ومع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، يبقى السؤال مطروحًا: هل سيتمكن الرفيق من مواصلة تعزيز موقع الأحرار بفاس الجنوبية، أم أن المنافسة السياسية ستفرض واقعًا جديدًا؟
