عاد ملف السلامة بالطريق السيار الرابط بين فاس وتازة إلى الواجهة، بعد أن أثاره النائب البرلماني خالد العجلي عن حزب التجمع الوطني للأحرار، من خلال توجيهه سؤالًا كتابيًا إلى وزير التجهيز والماء، نزار بركة، حول التدابير العاجلة المزمع اتخاذها لتحسين وضعية هذا المقطع الطرقي الحيوي، الذي بات يشكل مصدر قلق لمستعمليه.
في سؤاله، شدد العجلي على أن الطريق السيار فاس – تازة بات يُصنَّف ضمن “النقاط السوداء”، نظرًا لتكرار الحوادث المميتة به، لا سيما بسبب وجود منحدرات خطيرة، وتدهور البنية التحتية، وغياب بعض التجهيزات الأساسية، مثل إشارات التنبيه والحواجز الوقائية الكافية. واستشهد النائب البرلماني بحادث اصطدام شاحنة بحافلة نقل الركاب يوم 26 فبراير 2025، الذي أسفر عن إصابة أكثر من 20 شخصًا، كدليل على خطورة الوضع.
في رد سابق على استفسارات مماثلة، أرجع الوزير نزار بركة تدهور بعض مقاطع الطريق السيار فاس – تازة إلى طبيعة التربة وعدم استقرار الأراضي، مشيرًا إلى أن هذا المحور يدخل ضمن برنامج الإصلاحات الكبرى المقررة على المستوى الوطني. إلا أن تأخر تنزيل هذه الإصلاحات يطرح علامات استفهام حول الجدولة الزمنية وحجم الاعتمادات المالية المخصصة لهذا المشروع.
رغم الاعتراف الرسمي بالمشاكل التي يعاني منها هذا المقطع الطرقي، يبقى التساؤل مطروحًا حول متى ستترجم هذه الوعود إلى إجراءات ملموسة؟ وإلى أي مدى يمكن لمستعملي الطريق الاعتماد على هذه الالتزامات لتأمين تنقلاتهم اليومية؟ في انتظار ذلك، تظل أرواح المواطنين معلقة بين تبريرات تقنية وإصلاحات مؤجلة.