أثارت زيارة مفاجئة قامت بها موظفتان من الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لإحدى المقاهي الفاخرة بمدينة فاس في حدود الساعة العاشرة ليلاً من مساء أمس الاربعاء 18 مارس الجاري ، موجة من الجدل، خاصة أن هذه الزيارة جاءت خارج التوقيت الإداري المعهود، وهو ما يطرح تساؤلات حول مدى قانونية هذه الخطوة ودوافعها الحقيقية.
و بحسب مصادر مطلعة للحقيقة24 ، فقد حضرت الموظفتان إلى المقهى من أجل مراقبة مدى التصريح بالعاملين لدى الصندوق، وهو إجراء يدخل في إطار مهام المراقبة التي تقوم بها المؤسسة، لكنه أثار استنكار مسير المقهى، الذي اعتبر أن توقيت الزيارة غير مبرر، متسائلًا عما إذا كان الأمر يتعلق بتصفية حسابات أو مراقبة “تحت الطلب” سيما انهما سبق ان قاما بزيارة المقهى في أقل من اسبوعين .
والجدير بالذكر أن مثل هذه المراقبات تتم عادة خلال ساعات العمل الرسمية، في حين أن هذه الواقعة سجلت في وقت متأخر من الليل، وهو ما يجعلها محل تساؤل عن مدى احترامها للضوابط الإدارية والقانونية المنظمة لهذه المهام.
في هذا السياق، يُطرح التساؤل حول ما إذا كان المدير الجهوي للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي و رئيسة المصلحة المكلفة على علم بهذه الزيارة الليلية، أم أن الموظفتين تصرفتا بمبادرة شخصية دون رقابة من الإدارة؟ كما أن هذه الحادثة تفتح باب النقاش حول مدى احترام أعوان المراقبة للقوانين الجاري بها العمل، خصوصًا أن حتى الضابطة القضائية، وفقًا لقانون المسطرة الجنائية، لا تملك صلاحية اقتحام المنازل بعد الساعة التاسعة ليلًا إلا في حالات استثنائية تتعلق بأمن الدولة أو الجرائم الخطيرة.
وفي انتظار توضيح رسمي من الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بشأن هذه الواقعة، يبقى السؤال مطروحًا: هل كانت هذه الزيارة ذات طابع استعجالي ؟ أم أنها تدخل في إطار ممارسات رقابية غير مألوفة تستدعي المساءلة؟