فاس تستعيد أمنها… استراتيجية أمنية ناجحة تُخفض معدلات الجريمة خلال رمضان و زيرو جريمة قتل

الحقيقة 2425 مارس 2025
فاس تستعيد أمنها… استراتيجية أمنية ناجحة تُخفض معدلات الجريمة خلال رمضان و زيرو جريمة قتل

لطالما كانت مدينة فاس تُعرف بمكانتها التاريخية والثقافية العريقة، إلا أن سنوات من التراخي الأمني جعلتها تصنَّف، في بعض الفترات، ضمن أكثر المدن المغربية التي تعرف ارتفاعًا في معدلات الجريمة، خاصة جرائم القتل والسرقة بالعنف والاعتداءات الجسدية، غير أن الواقع اليوم يُظهر تحسنًا واضحًا و ملموسا في الوضع الأمني، بفضل جهود جبارة تقودها المصالح الأمنية و الاستخباراتية على مختلف المستويات.

و مع حلول شهر رمضان المبارك، كانت التوقعات الأمنية تشير إلى احتمال ارتفاع منسوب الجريمة بفاس ، كما هو الحال في العديد من المدن الكبرى، حيث يكثر التوتر وتزداد بعض السلوكيات العدوانية بسبب “الترمضينة” ، غير أن المعطيات تشير إلى أنه و لأول مرة منذ سنوات، لم تُسجَّل أي جريمة قتل في مدينة فاس حتى اليوم، الثلاثاء 24 رمضان 2025.

هذا التحول اللافت يُعزى إلى التدابير الأمنية المشددة التي وضعتها ولاية أمن فاس، بقيادة الرجل الهادئ محمد اوعلا أوهتيت والي أمن فاس، وبتنسيق مع نائبه عبد الرحمن عفيفي، وبمعية رئيس الشرطة القضائية العميد الإقليمي محمد عيال و رجالاته ، بالإضافة إلى فرقة مكافحة العصابات تحت إشراف رئيسها فؤاد بنعياد الذي خَبِر الشأن الامني بالحاضرة الإدريسية الى جانب ياسين آيت طالب رئيس فرقة الدراجين(الصقور)  و سَهَر قائد الأمن الاقليمي محمد بولحباش رئيس القيادة العليا للهيئة الحضرية بولاية أمن فاس و كل رؤساء المناطق الامنية الأربعة و رؤساء الدوائر  ، والتي عززت حضورها الميداني واستبقت وقوع الجرائم بفضل حملات أمنية مكثفة بجل الاحياء و الشوارع .

و حسب متتبعين للشأن المحلي بفاس ، فإن نجاح السلطات الأمنية في تقليص معدلات الجريمة لم يكن وليد الصدفة، بل هو نتيجة استراتيجية متكاملة تستند إلى عدة محاور أساسية منها :
• التواجد الأمني المكثف:
حيث تم توزيع العناصر الأمنية بشكل مدروس في مختلف البؤر السوداء ، خاصة في المناطق التي كانت تعرف ارتفاعًا في معدلات الجريمة.

• الضربات الاستباقية:
عوض انتظار وقوع الجرائم، كثفت المصالح الأمنية بتلويناتها مداهماتها للأوكار المشبوهة، مما أدى إلى
تفكيك عدة شبكات إجرامية قبل تنفيذ عملياتها.

• تعزيز التعاون مع الديستي :
منذ تحمل المدير العام السيد عبد اللطيف حموشي إدارة جهازي البوليس و الديستي ، عملت الأجهزة الأمنية على التنسيق مع مديرية مراقبة التراب الوطني والنجاح في تفكيك و إحباط أي نشاط مشبوه، مما ساهم في تحسين جودة المعلومات الأمنية وسرعة التدخلات.


و بالإضافة إلى عدم تسجيل أي جريمة قتل إلى خدود اليوم خلال هذا الشهر المبارك ، شهدت مدينة فاس انخفاضًا ملحوظًا في معدلات السرقات تحت التهديد بالسلاح الأبيض وعمليات “الكريساج” التي كانت بالعلالي ، وهي الجرائم التي كانت تشكل هاجسًا يوميًا لدى الساكنة.


كما أن الحملات الأمنية ضد تجار المخدرات والمؤثرات العقلية أسفرت عن توقيف العديد من المروجين، مما ساهم في تقليل نسب الجريمة المرتبطة بالإدمان.

و رغم النجاح الأمني الملحوظ، فإن التحدي الحقيقي يكمن في استدامة هذه النتائج، وهو ما يتطلب مواصلة الجهود وفق نهج متكامل يجمع بين الجانب الأمني والاجتماعي، من خلال مواصلة تعزيز التواجد الأمني في الأحياء الحساسة و الهامشية ، و كذلك تشديد المراقبة على تجار المخدرات وحبوب الهلوسة ، بالإضافة الى تعزيز دور المجتمع المدني في التوعية والتحسيس بخطورة الجريمة ، و دعم مشاريع الإدماج الاجتماعي والاقتصادي للشباب المعرضين للانحراف او الذين قضوا عقوبات سالبة للحرية و تصالحوا مع المجتمع .

و في الصدد ، فقد تمكنت العاصمة العلمية فاس من قلب المعادلة الأمنية لصالحها، محققة نتائج إيجابية تُحسب للأجهزة الأمنية و الاستخباراتية،و التي عملت بشكل جاد على استعادة الأمن والاستقرار.

وبينما تبقى التحديات قائمة، فإن التجربة الأمنية الناجحة في فاس بقيادة اوعلا أوهتيت خلال رمضان 2025 تعد نموذجًا يُحتذى به، ليس فقط على المستوى المحلي، بل على الصعيد الوطني، في كيفية التعامل مع الظواهر الإجرامية بمنهجية استباقية تحقق الأمن وتُعيد الطمأنينة للساكنة.

الاخبار العاجلة