تشهد بعض المدن المغربية في الآونة الأخيرة تناميًا مقلقًا في معدلات الجريمة بمختلف أشكالها، من سرقات تحت التهديد بالسلاح الأبيض، واعتداءات جسدية، إلى شبكات منظمة تنشط في الاتجار بالمخدرات وترويج الأقراص المهلوسة، وهو ما أثار موجة من القلق والاستياء في أوساط المواطنين.
مدن كالجديدة، وسلا، ومكناس، وغيرها، أصبحت في صلب النقاش العمومي بعد تسجيل مجموعة من الحوادث الإجرامية المتكررة، التي باتت تُهدّد أمن الساكنة وسلامتهم، وتسيء لصورة هذه الحواضر المعروفة تاريخيًا بهدوئها وخصوصيتها المجتمعية.
وفي ظل ما يصفه البعض بـ”التسيّب الأمني” في بعض الأحياء والنقاط السوداء، ارتفعت الأصوات المطالبة بتدخل عاجل وحازم من المديرية العامة للأمن الوطني، من خلال إيفاد الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، من أجل شن حملات أمنية ضخمة ، وتفكيك الشبكات الإجرامية، وضبط المتورطين في مختلف الأنشطة غير القانونية.
ويؤكد متتبعون للشأن الأمني أن تواجد الفرقة الوطنية، المعروفة بخبرتها وصرامتها في مثل هذه الملفات، قد يشكّل رادعًا حقيقيًا، ويُعيد هيبة القانون في أوساط الجانحين، خاصة أن بعض شبكات الإجرام باتت تشتغل بطرق منظمة تتجاوز القدرات العادية لمصالح الأمن المحلية.
من جهتهم، عبّر عدد من المواطنين والفعاليات الجمعوية عن أملهم في أن يتم الاستجابة لهذه المطالب، في أقرب الآجال، لوضع حدٍّ لحالة القلق التي أصبحت تخيم على حياتهم اليومية، داعين إلى تكثيف الدوريات الأمنية، وتعزيز المراقبة بالفيديو، وتفعيل المقاربة الاستباقية للحد من الجريمة.