تُطرح من جديد، وبقوة، قضية مقاهي القمار في النوار بمدينة فاس، والتي تحولت في السنوات الأخيرة إلى مراكز استنزاف مالي ومعنوي لعدد من المواطنين، خصوصاً من فئة الشباب وأرباب الأسر من آباء وحتى الموظفين.
هذه المقاهي، التي تتستر خلف لافتات مقاهي عادية، باتت تشكل خطرًا حقيقيًا على تماسك الأسر والوضع الاجتماعي الهش بالعاصمة العلمية فاس .
ورغم ما يُقال عن محاربة الظاهرة، فإن هذه الفضاءات ما تزال تنشط في واضحة النهار و آناء الليل وتستقطب العشرات إن لم نقل المئات من الزبناء يوميًا، مستغلة غياب الرقابة وحياد بعض الجهات عن أداء أدوارها في حماية المجتمع من الانهيار الأخلاقي والمالي.
قصص مأساوية تتكرر، منها رب أسرة باع أثاث بيته بعد أن أغرته أرباح وهمية، وشاب مراهق سرق مدخرات والدته لإدمانه على “التيرسي” و”الورق”، وموظفة وجدت نفسها ملاحَقة بالديون بعد ساعات قضتها في هذه المقاهي تحت إغراء الربح السريع.
وأمام هذا الوضع، تطالب فعاليات المجتمع المدني بفاس من السلطات المحلية والأمنية والنيابة العامة التدخل العاجل، لإغلاق هذه الأوكار التي لا علاقة لها بالمجال الترفيهي أو الاقتصادي، بل هي قنابل موقوتة تهدد النسيج الاجتماعي وتنشر الإدمان والانحراف في أوساط الشباب.
فهل تتحرك الجهات المعنية قبل أن تنفجر الأوضاع؟ أم أن لعبة القمار ستبقى مستمرة في غياب الرادع؟