تفجرت، مؤخرًا، فضيحة من العيار الثقيل وسط الوسط الرياضي النسائي بمدينة فاس، بعدما اكتشفت أزيد من 70 سيدة أنهن وقعن ضحية عملية نصب وخرق لبنود تعاقدية من طرف نادٍ رياضي معروف، استخلص مبالغ مالية مهمة منهن تحت وعد تقديم خدمات رياضية “خاصة بالنساء”، قبل أن يتراجع بشكل مفاجئ عن التزاماته، ويغلق أبوابه دون سابق إشعار.
و تفيد المعطيات التي توصلت بها جريدة الحقيقة24 أن إدارة النادي –الذي تعود ملكيته إلى مستثمر أجنبي– فتحت باب الانخراطات في وجه النساء ، بتسويق خدماته على أساس أنه نادٍ رياضي خاص بالنساء فقط (100% نسائي)، الأمر الذي شجع العشرات منهن على التسجيل ودفع مبالغ مالية مهمة.
لكن الصدمة جاءت يوم 21 مارس المنصرم ، حين فوجئت المنخرطات بإغلاق النادي النسائي بشكل نهائي، وتحويل أغلبهن قسرًا إلى أحد الفروع المختلطة، مع تقليص عدد حصص التدريب دون أي تعويض مالي أو شرح رسمي، الأمر الذي اعتبرنه “خداعًا مقصودًا” و”خرقًا واضحًا لبنود الاتفاق المسبق”.
هذا ، و تؤكد بعض المتضررات أنهن لم يستفدن مطلقًا من أي حصة تدريبية منذ التسجيل، فيما عبرت أخريات عن استيائهن من تقليص البرنامج التدريبي، وتحويلهن إلى فضاء مختلط لا يتماشى مع ما تم الترويج له أثناء عملية الاستقطاب.
وفي هذا السياق، صرحت إحدى الضحايا قائلة: “احترمنا القانون، وسجلنا في نادي خاص بالنساء، ودفَعنا المستحقات كاملة، لكنهم اليوم يُرغموننا على القبول بنادٍ مختلط وكأن لا حقوق لنا. أين الجهات الوصية؟”
في خطوة قانونية أولى، وجه محامي المتضررات إنذارًا رسميًا إلى إدارة النادي، يدعو فيه إلى تسوية الوضع بشكل ودي، وإعادة الأموال لأصحابها، وإيجاد حل يحترم حقوق الزبونات.
ووفق مصادر الحقيقة24، فإن التنسيق جارٍ لتنظيم وقفة احتجاجية نسائية أمام مقر إدارة النادي، في حال لم يتم التفاعل مع مطالبهن المشروعة في أقرب الآجال.
هذه القضية تفتح الباب أمام تساؤلات عديدة حول رقابة المؤسسات الوصية على النوادي الرياضية الخاصة، ومدى احترامها لحقوق المستهلك، خاصة عندما يتعلق الأمر بشريحة النساء، اللواتي يُستهدفن أحيانًا بخطابات تسويقية لا تعكس واقع الخدمة.
كما أنها تدعو إلى مراجعة منظومة الترخيص والتتبع، لضمان جودة الخدمة الرياضية، ومنع التلاعب بثقة المواطنات.
حتى كتابة هذه الاسطر ، تتصاعد أصوات الضحايا المطالبات بحقوقهن المالية والمعنوية، وبتدخل السلطات والمصالح المختصة، لوضع حد لما اعتبرنه “تحايلاً منظماً” باسم الرياضة.