تعيش مدينة فاس، التي لطالما أنجبت أقلامًا صحافية بارزة و بصمت تاريخًا مهنيًا مشرّفًا، على وقع ظاهرة باتت تُقلق الجسم الإعلامي الجاد والمتتبعين للشأن المحلي، وهي ظهور فئة تدعي ممارسة الصحافة دون تكوين ، و لا التزام بأخلاقيات المهنة .
فقد أصبح من المألوف أن يُشاهد المواطن الفاسي “صحافيين” او اشباه صحافيين يركضون خلف الكاميرا واللايفات، يتسابقون على نشر الأخبار دون تحقق، وأحيانًا يتورطون في التحريض أو تصفية الحسابات تحت غطاء الصحافة المواطنة.
ظاهرة تُسائل واقع التنظيم، والمراقبة، والتأطير، خصوصًا مع ما يُروج عن ديبلومات تم شراؤها من مؤسسات غير معتمدة، تُستعمل فقط لاقتحام الميدان.
في المقابل، ما تزال قلة قليلة من الصحافيين الحقيقيين تُمارس المهنة باحترافية، تحترم ضوابط العمل الصحفي، وتُراكم إنجازات مهنية مشرفة.
هؤلاء، ورغم التهميش الذي يعانون منه أحيانًا، يواصلون أداء رسالتهم الإعلامية بكل نزاهة وتجرد، ويستحقون كل التقدير والاعتراف.
الصحافة ليست فوضى ، بل مسؤولية وأمانة، وهي اليوم في حاجة ماسة إلى حماية من التمييع، وإلى وقفة حازمة من الهيئات المهنية والسلطات المعنية، من أجل صون كرامة الصحفي الحقيقي، ومواجهة من اتخذ من المهنة وسيلة للتشهير أو الابتزاز و التحريض .
