يشهد المغرب تحولا نوعيا في مجال النقل السككي مع إطلاق مشروع الخط فائق السرعة LGV الذي سيربط القنيطرة بمدينة مراكش. هذا المشروع يُعد امتدادا لخط الدار البيضاء، ويَعد بمكاسب اقتصادية واجتماعية وسياحية هامة، خاصة مع تقليص ملموس في أزمنة الرحلات بين عدد من المدن الكبرى.
وفقا للمعطيات الواردة، سيمكن هذا المشروع من تقليص زمن السفر بين طنجة ومراكش إلى ساعتين و40 دقيقة فقط، وهو ما يمثل ربحا زمنيا يناهز أكثر من ساعتين مقارنة بالوضع الحالي. كما ستُختصر المدة بين الدار البيضاء ومراكش إلى ساعة و15 دقيقة، وبين الرباط ومراكش إلى ساعة و40 دقيقة. حتى الرحلات من وإلى مطار محمد الخامس ستستفيد من ربط سلس وسريع، مع زمن سفر لا يتجاوز 55 دقيقة بين المطار ومراكش. كما أن مدة السفر بين فاس و مراكش ستتقلص إلى 3h40.
هذا التطور يعكس رؤية استراتيجية لتأهيل قطاع النقل و تسهيل الحركية بين الشمال والجنوب خاصة تزامنا مع تنظيم المغرب لكاس العالم.
فبالإضافة إلى الجانب المريح والسريع، فإن المشروع يفتح آفاقا واعدة للاستثمار والسياحة، إذ سيسهل انتقال رجال الأعمال والسياح، ويساهم في فك العزلة عن مناطق مهمة.
ومع الإشارة إلى أن الرحلات القادمة من فاس ستستمر عبر الخطوط العادية إلى غاية القنيطرة، قبل الانتقال إلى القطار فائق السرعة، فإن هذه الدينامية تمهد لمرحلة جديدة من التخطيط المستقبلي، قد تشمل مدّ الخطوط فائقة السرعة إلى مدن أخرى كفاس وأكادير مستقبلا.