في خطوة تعكس حجم القلق من طريقة تدبير الدعم العمومي، وجهت فعاليات جمعوية بمدينة فاس مناشدة مستعجلة إلى السيد معاد الجامعي، والي جهة فاس مكناس وعامل عمالة فاس، للتدخل العاجل من أجل وضع حد لما وصفوه بـ”التسيب” و”العشوائية” في توزيع الملايين على الجمعيات من طرف التجمعي حسن التازي شلال، رئيس مجلس عمالة فاس.
الفعاليات الجمعوية أكدت، في تصريحات متطابقة للحقيقة24 ، أن رئيس مجلس العمالة “وجد نفسه في منصب أكبر من إمكانياته التدبيرية”، معتبرين أن الطريقة التي يتم بها صرف الدعم للجمعيات “تحابي جمعيات ذات طابع سياسي أو محسوبة على تيارات تخدم أجنداته و أجندة حزبه “، مما يضرب مبدأ تكافؤ الفرص والشفافية في العمق.
وتساءلت ذات المصادر عن المعايير المعتمدة في توزيع هذه المبالغ، خصوصًا وأن الدعم المخصص يفترض أن يوجه لفائدة جمعيات تشتغل بجدية على مشاريع تنموية واجتماعية، وليس لخدمة أجندات سياسية ضيقة.
الفعاليات الجمعوية شددت على أن “رئيس مجلس العمالة، إذا كان يتصرف بمنطق المحاباة أو التسرع، فإن السيد الوالي، المعروف برجاحة عقله وحكمته و تبصره ، مطالب بالتدخل الفوري لوقف هذا العبث حماية للمال العام وضمانًا للعدالة بين جميع مكونات المجتمع المدني بفاس”.
كما طالبت المناشدة بضرورة فتح تحقيق في طريقة صرف الدعم، والحرص مستقبلاً على اعتماد معايير واضحة وموضوعية تستند إلى المشاريع الفعلية ومردوديتها لفائدة الساكنة المحلية.
ويأتي هذا الجدل في وقت تعيش فيه مدينة فاس عدة تحديات اجتماعية وتنموية، ما يجعل الحاجة ملحة لترشيد الموارد وضمان وصول الدعم إلى الجهات المستحقة بعيدًا عن أي اعتبارات سياسية أو انتخابية.