تعيش مدينة فاس دينامية متسارعة في الأشهر الأخيرة، حيث تتكثف الجهود من أجل تهيئة المدينة بالشكل الذي يليق بمكانتها كواحدة من الحواضر الكبرى في المغرب، وذلك استعداداً لاحتضان مواعيد رياضية عالمية مرتقبة، في مقدمتها نهائيات كأس إفريقيا للأمم نهاية السنة الجارية، ومونديال 2030 الذي يشكل تحدياً استراتيجياً على الصعيدين الوطني والدولي.
وفي صلب هذه الاستعدادات، تواصل السلطات الولائية تعبئة مواردها وإمكانياتها لمواكبة مشاريع توسعة وتحديث البنية التحتية، خاصة ما يرتبط بالملاعب والمرافق الرياضية الكبرى وكذا شبكات الطرق التي تعد عاملاً أساسياً في تسهيل تنقل الوفود والزوار.
مصادر مطلعة أفادت أن والي جهة فاس مكناس عامل عمالة فاس، معاد الجامعي، يتتبع بشكل يومي تقدم هذه المشاريع، سواء في محيط الملعب الكبير أو عبر المناطق التي تشهد تدخلات لإعادة تأهيل الطرق وتوسيع المدار الحضري.
هذه الجهود تأتي في ظل تحديات متعددة، من أبرزها ضرورة احترام الآجال الزمنية المحددة لإنهاء الأشغال، خاصة مع اقتراب مواعيد رياضية تفرض جاهزية مطلقة، وقد تم، في هذا السياق، إعطاء تعليمات صارمة لتسريع وتيرة العمل، مع التركيز على المحاور الطرقية الرابطة بين وسط المدينة والملعب الكبير لفاس .
ومن بين الإجراءات الميدانية التي تم الشروع فيها، تنفيذ عمليات هدم لعدد من المنازل التي شملها نزع الملكية، وذلك لتوفير المساحة اللازمة لتوسعة الطرق وضمان انسيابية حركة المرور خلال الفعاليات الرياضية، وهو ما يعكس استعداداً استباقياً لاستقبال ملايين الزوار المحتملين خلال السنوات المقبلة.
ولا تخلو هذه التحركات من أصوات ناقدة، حيث سجلت بعض التأخيرات في إنجاز بعض الأوراش و كذا العشوائية في إنجاز اوراش أخرى ، إلا أن فاس ستكون في مستوى التحدي، وستتوفر على بنية تحتية حديثة قادرة على استيعاب متطلبات الأحداث العالمية مستقبلا .
في المجمل، تعكس هذه المشاريع وسرعة إنجازها رغبة واضحة في جعل الحاضرة الإدريسية فاس واجهة مغربية مشرفة، ليس فقط من حيث البنية التحتية، بل كمدينة قادرة على احتضان كبريات التظاهرات الرياضية بما يليق بتاريخها وموقعها الاستراتيجي.