احتفالات عيد العمال تفقد بريقها بفاس ونقابات تفشل في لم شمل الشغيلة، هل عدم ثقة الشغيلة في نقاباتها يلوح بعزوف مقبل في الاستحقاقات الانتخابية القادمة ؟

الحقيقة 241 مايو 2025
احتفالات عيد العمال تفقد بريقها بفاس ونقابات تفشل في لم شمل الشغيلة، هل عدم ثقة الشغيلة في نقاباتها يلوح بعزوف مقبل في الاستحقاقات الانتخابية القادمة ؟

فقدت احتفالات فاتح ماي، العيد الأممي للعمال، هذا العام بريقها المعهود بمدينة فاس، حيث بدت الساحات والشوارع التي اعتادت أن تحتضن مسيرات الشغيلة شبه خالية، وسط مشاركة محتشمة للنقابات والهيئات العمالية، ما يعكس تراجعًا ملحوظًا في الحضور الجماهيري وانحسار التعبئة النقابية باستثناء الاتحاد العام للشغالين بفاس الذي لازال يحظى بثقة القطاعات المنضوية تحت لوائه .

الاحتفالات التي كان يُعوّل عليها لتكون مناسبة لتجديد الثقة بين قواعد الشغيلة وممثليها، تحولت إلى مشهد باهت، عبّر من خلاله العديد من العمال والموظفين عن عدم رضاهم عن أداء النقابات التقليدية، التي وصفوها بالعاجزة عن الدفاع عن المطالب الجوهرية في ظل تحديات اجتماعية واقتصادية متزايدة.

هذا التراجع في زخم عيد العمال بفاس يفتح باب التساؤلات حول ما إذا كان هذا الفتور النقابي سينعكس على نسب المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية القادمة، خاصة مع ما يروج من نقاشات داخل الأوساط العمالية حول العزوف السياسي وفقدان الثقة في الاحزاب السياسية .

وفي المقابل، يعتبر بعض الفاعلين النقابيين أن العزوف لا يعني بالضرورة انعدام الوعي النقابي، بل هو تعبير احتجاجي على واقع التشتت الذي تعانيه المركزيات النقابية، وتهميشها في قرارات السياسات العمومية المتعلقة بالشغل والتوظيف والعدالة الاجتماعية.

في ظل هذا السياق، تبقى الحاجة ماسة إلى إعادة هيكلة العمل النقابي وتجديد دمائه، وإلى مصالحة حقيقية مع القواعد الشغيلة من أجل استرجاع الثقة وتحصين المشاركة في المحطات السياسية والاجتماعية القادمة.

الاخبار العاجلة