بعد سنوات من الجدل، رحلت شركة “أوزون” من تدبير قطاع النظافة بمدينة فاس، وخلفتها شركة “ميكومار” بعقود جديدة، ومبالغ مالية ضخمة قُدّرت بالملايير. وُعدت الساكنة بتحسين الخدمات، بتجهيزات حديثة، وبتغيير جذري في عقلية التدبير. لكن… الواقع اليوم يُكذّب الوعود.
فالأحياء تعاني من تراكم الأزبال، النقاط السوداء تزداد، وشكاوى الساكنة تتصاعد في كل من بنسودة، الزهور، مونفلوري، عين قادوس وغيرها، ما يطرح سؤالًا صريحًا: هل فشلت ميكومار في أول اختباراتها؟ أم أن من يتحكم في دواليب التسيير اليوم هم نفس الأسماء التي اشتغلت مع “أوزون”؟
مصادر من داخل المجلس الجماعي تشير إلى أن “الطاقم البشري” الذي ورثته ميكومار، سواء على مستوى المسؤولين أو فرق المراقبة، لم يتغير كثيرًا. بل هناك من يؤكد أن “الذهنية” القديمة لا زالت تُسيّر القطاع، وإن تغيرت الشارات والشعارات.
الملف يزداد تعقيدًا في ظل غياب محاسبة فعلية، وغياب تقارير تقنية دقيقة تُقيّم أداء الشركة منذ توليها المهمة. وإذا كانت ميكومار قد ظفرت بصفقة ضخمة، فإن المواطن الفاسي يتساءل: أين المردودية؟ وأين التحول الموعود؟
اليوم، بات واضحًا أن نظافة مدينة فاس ليست فقط مسؤولية شركة، بل أيضًا مرآة لحُسن أو سوء التدبير الجماعي، ولن تُحل الأزمة فقط بتغيير اسم الشركة، ما دام النهج هو نفسه، والعقليات لم تتبدل.
يتبع . . .