في تطور مثير لقضية نصب عقارية هزت العاصمة العلمية، كشفت معطيات حصلت عليها الحقيقة24 عن تفاصيل صادمة لواقعة نصب داخل أسرة واحدة، بطلها المسمى (ب.ب) ابن شاب كان يعمل في أحد الادارات استغل ثقة والده قيد حياته واستولى على حوالي 600 مليون سنتيم، قبل أن يُقصي إخوته من الميراث بعد وفاة الأب، ويدخل عالم النصب العقاري من أوسع أبوابه.
الموظف السابق، وبتنسيق مع شريك يُوصف بـ”العقل المدبر” و المسمى ( ع.م) المهووس بالتقييدات الاحتياطية ، حوّلا الأموال المستولى عليها إلى استثمارات عقارية ضخمة، عبر تأسيس شركة سميت بـ”حك….للا….”، باتت تنشط بشكل مكثف في فاس وصفرو وضواحيهما، من خلال التلاعب في أراضٍ، تعاونيات، وتسجيلات مزورة يُشتبه أن عدداً من الموثقين والعدول سهلوا تمريرها ، و ان الشركة الام لشركة “حك…للا…” هي شركة “م…للا..” التي تسيرها زوجة أحد الشريكين المسماة (ش.ا.ق) .
القضية أخذت منعطفاً قضائياً بعدما أصدر وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بفاس، الأستاذ محمد حبشان و الذي يؤدي مهامه بمهنية وحرص بالغ على تطبيق القانون ومكافحة الظواهر السلبية التي تسيء لسمعة العدالة ، تعليماته للفرقة الجهوية للشرطة القضائية، من أجل فتح تحقيق شامل في الشكاية التي تقدم بها أحد الورثة المقصيين من التركة، والذي قدم مستندات خطيرة توثق لعمليات الاستحواذ والبيع غير المشروع و الذي تم الاستماع اليه في هذا الملف الشائك .
وتتحدث مصادر قريبة على تواجد تواطئ داخل المحافظة العقارية بفاس و بعض الادارات العمومية في بناء و تشييد المشروع الاقتصادي للشركة “ح…1” للسكن الاقتصادي المتواجدة على مستوى طريق صفرو و الذي يضم شقق سكنية و مكاتب و فندق ، فضلا عن بناء الشطر الثاني من السكن الاقتصادي “ح…2” و الذي لازال ضحاياه ينتظرون مصير اموالهم التي أودعت بحساب الشركة “ح…للا…” بواسطة وصولات تسلموها من الشركة و لم يتم توثيقها امام الموثق و الملف لازال معروضا على الفرقة الولائية للشرطة القضائية بفاس .
الملف، الذي يوصف بـ”الملف الحارق”، بات يهدد بإسقاط شبكة مترابطة من الفساد العقاري، ويعيد إلى الواجهة المطالب بفتح تحقيقات موسعة في جرائم النصب العقاري التي تنخر نسيج المدينة، وتُلحق أضراراً جسيمة بحقوق المواطنين وثقة المستثمرين.
ويبقى الرأي العام في ترقب لما ستكشف عنه التحقيقات الجارية، في وقت تشير فيه التوقعات إلى أن الملف لن يقف عند حدود شخصين، بل قد يُفجر فضائح من العيار الثقيل في الأيام المقبلة ابطالها عدول و موثقين و موظفين .
سنعود للموضوع .