في خطوة كانت مرتقبة، قررت السلطات المحلية بمدينة فاس منع بيع المواشي في سوق بنسودة، أحد أبرز الأسواق الشعبية بالجهة، وذلك في سياق تنفيذ التوجيهات الملكية السامية التي دعا فيها جلالة الملك إلى تفادي ذبح الأضاحي خلال عيد الأضحى لهذه السنة. ويأتي هذا القرار على خلفية الجفاف الحاد الذي تشهده البلاد، وما نتج عنه من تراجع خطير في أعداد القطيع الوطني.
القرار يندرج في إطار سياسة استباقية تروم الحفاظ على الأمن الغذائي للبلاد، وحماية الثروة الحيوانية التي تأثرت بشكل كبير بسبب شح التساقطات وارتفاع أسعار الأعلاف. ويهدف، من جهة أخرى، إلى دعم الفلاحين ومربي الماشية الذين يعانون من ضغوط اقتصادية خانقة، نتيجة التكاليف الباهظة لتربية المواشي في ظل هذه الأزمة البيئية.
ويحظى هذا التوجه بدعم واسع من مختلف المتدخلين في القطاع الفلاحي، حيث اعتبر العديد من المهنيين أن هذا المنع المؤقت يندرج ضمن المصلحة الوطنية العليا، ويعكس وعيا جماعيا بأهمية التوازن بين الشعائر الدينية وظروف الواقع البيئي والاجتماعي.
ومع أن القرار قد يثير استياء بعض المواطنين الذين يعتبرون شعيرة الأضحية ركناً اجتماعيا وثقافيا مهما، إلا أن السياق الاستثنائي لهذه السنة يفرض تعاملا عقلانيا مبنيا على التضامن والتفهم، خصوصا في ظل النداءات الرسمية التي تشدد على ضرورة الحفاظ على الموارد الحيوانية من أجل ضمان الأمن الغذائي المستقبلي.
