مرة أخرى تزامنا مع مناسبة عيد الأضحى، عاش مئات المواطنين بمحطات سيارات الأجرة في إنزكان معاناة حقيقية بعدما وجدوا أنفسهم عالقين، عاجزين عن إيجاد وسيلة نقل تقودهم إلى أسرهم لإحياء هذه المناسبة. الأزمة، التي تفجرت مع اقتراب المناسبة، كشفت هشاشة منظومة النقل الإقليمي وغياب الاستعدادات الاستباقية لمواجهة الضغط المعتاد.
فمع تدفق المسافرين نحو محطات إنزكان أملا في الوصول إلى مدن كتيزنيت، كلميم أو تارودانت، اصطدم الجميع بندرة سيارات الأجرة الكبيرة، في ظل تفضيل عدد من السائقين الرحلات القصيرة المربحة. هذا الوضع فاقمه ارتفاع الأسعار إلى أكثر من 100٪ في بعض الوجهات، دون تحسن في الخدمة.
وأمام الانسداد، لجأ المواطنون إلى حلول بديلة، كالنقل السري أو تطبيقات النقل الرقمي، رغم ارتفاع كلفتها ومخاطرها. في المقابل، غابت تدخلات السلطات المحلية، ولم يُسجّل أي تنسيق أو دعم استثنائي لتخفيف الضغط، مما جعل مناسبة اجتماعية كبرى تتحول إلى محنة جماعية وسط الفوضى والاحتكار.