مع اقتراب صافرة البداية للمباراة الودية التي تجمع بين المنتخب المغربي ونظيره البنيني مساء اليوم على أرضية الملعب الكبير بفاس، تعلو أصوات الجماهير ومعها تساؤلات مشروعة حول مدى نجاعة الترتيبات التنظيمية، خاصة بعد ما شهدته المدينة من مشاهد فوضى وازدحام خلال اللقاء الأخير الذي جمع “أسود الأطلس” بالمنتخب التونسي.
فعلى الرغم من إقدام السلطات والجهات المنظمة على اتخاذ حزمة من الإجراءات التقنية والأمنية، تظل الذاكرة القريبة لجماهير فاس مثقلة بتجربة مريرة كان عنوانها ضعف التنسيق في الولوج إلى الملعب، غياب الانسيابية في الممرات، واختلالات في توزيع التذاكر.
و حسب مصادر الحقيقة24 ،فقد قامت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بتنسيق مع السلطات المحلية وولاية الأمن بتفعيل نظام جديد يعتمد على قراءة رقمية للتذاكر عبر QR Code، وتم تعزيز محيط الملعب بكاميرات المراقبة وأطقم أمنية موزعة على عدة نقاط حساسة. وقد تم أيضًا تخصيص ممرات خاصة وفق تقسيم واضح للبوابات، لتسهيل ولوج الجماهير بطريقة سلسة وآمنة.
و في تصريحات متفرقة، أعرب العديد من المشجعين عن تفاؤلهم بالإجراءات الجديدة، إلا أن البعض عبّر عن قلقه من احتمال تسلل مشجعين بدون تذاكر، أو ضعف التنسيق في أوقات الذروة، خصوصًا مع الإعلان الرسمي عن نفاد جميع التذاكر قبل يوم من اللقاء.
إذا كانت هذه المباراة فرصة جديدة لاختبار جاهزية البنية التحتية والتنظيمية لمدينة فاس لاحتضان مواجهات دولية، فإنها في الوقت ذاته تشكّل امتحانًا حقيقيًا للمنظمين، لتفادي تكرار الأخطاء السابقة، واستعادة ثقة جمهور العاصمة العلمية في التدبير الرياضي، وجعل المدرجات بيئة آمنة ومشرفة.
هذا و تبقى مسؤولية الجمهور أيضًا حاسمة في إنجاح التنظيم، من خلال القدوم المبكر، احترام التعليمات، وتفادي التجمهر غير المبرر، في أفق المساهمة الجماعية في خلق أجواء رياضية راقية تليق بصورة الكرة المغربية.