وسط الشوارع الرئيسية لمدينة فاس وفي وضح النهار و آناء الليل ، تحوّلت بعض الطرقات إلى مسارح مفتوحة لعروض بهلوانية خطيرة ينفذها شباب في مقتبل العمر، متهورون غير مبالين بحجم الكوارث التي قد تتسبب فيها تلك التصرفات الطائشة.
مشاهد موثقة تُظهر دراجات نارية تنطلق بسرعة جنونية، تنحرف، تلتف، وتنفلت من كل الضوابط المرورية، في تحدٍّ صارخ للقانون واستهتار واضح بأرواح المواطنين، سواء مستعملي الطريق أو الراجلين.
هذه التصرفات لم تعد مجرد مظاهر مراهقة أو لحظات استعراض، بل تحولت إلى مصدر رعب دائم بين الساكنة، في ظل غياب رادع حقيقي .
وكم من عائلة فقدت عزيزًا، أو عاش أحد أفرادها إعاقة دائمة بسبب حادث كان بالإمكان تفاديه لو وُجدت الرقابة، وتم تفعيل القانون بصرامة.
ليبقى السؤال الذي يطرح نفسه : إلى متى ستستمر هذه الفوضى؟ ومن يوقف هذا النزيف المتواصل على طرقاتنا؟ وهل ننتظر وقوع مأساة أخرى حتى نتحرك؟
إن مشاهد التهور باتت تعكس واقعًا مريرًا لا يليق بمدينة عريقة كالعاصمة العلمية فاس ، ويستدعي تحركًا عاجلًا من كافة السلطات قبل فوات الأوان.