في وقت يفترض فيه أن تكون العاصمة العلمية فاس نموذجًا في الانضباط والسكينة، يشتكي عدد من السكان، خاصة ببعض الأحياء السكنية، من تنامي ظاهرة الدعارة المنظمة داخل شقق مفروشة تُكتَرى عبر منصات إلكترونية مثل موقع AfriBaba، وهو ما حول حياة العديد من الأسر إلى جحيم يومي.
وتفيد شهادات متطابقة حصلت عليها الحقيقة24 أن عاهرات يعرضن خدماتهن، عبر (افري بابا) ، بشقق يكترونها لليوم ، بل أصبحن عصابات تنشط في الدعارة المنظمة، حيث يتم استقطاب فتيات من كل الجنسيات ، بعضهن قاصرات .
و في الصدد ، يتساءل مواطنون عن خلفيات “الصمت الأمني” حيال هذه الظاهرة سيما ان مدنا كمراكش و طنجة و الرباط عرفت حملات أمنية بخصوص هذا الموقع المشبوه ، خاصة أن الشكايات تتكرر، والروائح المنبعثة من ممارسات ليلية صاخبة لم تعد تخفى على أحد .
كما أن عائلات تقطن بجوار هذه الشقق تؤكد تعرضها للمضايقات واهتزاز الإحساس بالأمن، خصوصًا مع توالي الغرباء وتحركات مشبوهة داخل عمارات سكنية محترمة.ويرى متتبعون أن تعقيد التدخل الأمني في هذا النوع من الجرائم يعود، في جزء منه إلى غياب إجراءات رقابية صارمة لمراقبة الأنشطة التي تتم داخل الشقق المفروشة، ما يفتح الباب أمام استغلالها لأغراض غير قانونية امام أعين السلطات المحلية بفاس .
لكن هذا لا يعفي المصالح الأمنية من مسؤوليتها في تتبع مثل هذه الخروقات، وفتح تحقيقات جدية بناءً على الشكايات التي يرفعها المتضررون، خاصة إذا تعلقت الأمور بالإخلال العلني بالحياء، أو الاتجار في البشر تحت غطاء “الدعارة”.
ويطالب سكان بعض الاحياء بفاس بشن حملة أمنية ضخمة لهذه الاوكار المشبوهة سواء من طرف السلطات المحلية والمصالح الأمنية المختصة، من أجل وقف هذا النزيف الأخلاقي، وإنقاذ الأحياء السكنية من التحول إلى فضاءات للرذيلة والانحراف، في ظل فراغ قانوني وتقصير في المتابعة الزجرية.
ويبقى السؤال مطروحًا: إلى متى سيستمر التغاضي عن هذه الأوكار التي تسيء لمدينة فاس و أحيائها ؟
سنعود للموضوع .