في وقت تشهد فيه عمالة إقليم مولاي يعقوب دينامية جديدة بفضل المقاربة التنموية التي يقودها عامل صاحب الجلالة، السيد محمد سمير الخمليشي، تطفو إلى السطح سلوكات مقلقة من بعض الجهات، تهدد بتقويض الجهود المبذولة وتعرقل السير العادي لبرامج تنموية تستهدف كرامة المواطن.
السيد العامل، ومنذ توليه مهامه على رأس الإقليم، باشر مجموعة من الملفات المرتبطة بتوفير البنيات التحتية، والماء والكهرباء، والسكن اللائق، وذلك انسجامًا مع التوجيهات الملكية السامية والدستور المغربي الذي يجعل من التنمية المحلية حقًا لكل مواطن. غير أن هذه المجهودات لا تسلم من عراقيل، ظاهرها الاحتجاج وحقوق المواطن، وباطنها أجندات انتخابوية ومصالح فئوية.
في هذا الإطار، فقد سبق ان أثارت احتجاجات غير مبررة قامت بها بعض الفعاليات المحسوبة على إحدى الجمعيات بدوار أولاد معلا بعين الشقف، تساؤلات عديدة. فقد سبق ان خرجت هذه الجمعية في مسيرة احتجاجية طالبت بتزويدها بالماء الصالح للشرب، دون أداء المستحقات المتراكمة بذمتها للمكتب الوطني للماء والكهرباء، والتي قاربت 70 مليون سنتيم، في مشهد وصفه متتبعون بـ”الزطاطة”، مستغلين حساسية الملف لتشويه صورة السلطات المحلية في شخص عامل الاقليم .
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد. فخلال دورة مجلس جماعة مولاي يعقوب، تم تسجيل تحريض مباشر من رئيس المجلس للساكنة من أجل التظاهر أمام مقر العمالة، على خلفية نقطة مدرجة في جدول الأعمال، تخص ترحيل 224 عائلة تقطن بمنازل آيلة للسقوط.
وهي الخطوة التي اقترحها العامل، استنادًا إلى تقارير تقنية ومشاورات واسعة مع مؤسسة العمران والجهات المختصة، بهدف تفادي كارثة إنسانية لا قدّر الله.
غير أن هذا الترحيل، الذي يروم حماية أرواح العائلات المهددة بالخطر، تم التعامل معه بمنطق المزايدة السياسية، حيث فضّلت بعض الأصوات تجييش المواطنين بدل ضمان سلامتهم، مما يؤشر على نزعة انتخابوية ضيقة تضع مصلحة السياسي فوق مصلحة المواطن.
وفي الوقت الذي يُنتظر فيه من المنتخبين المحليين أن يكونوا شركاء حقيقيين في التنمية، يُطرح السؤال: هل يُعقل أن يصبح التحريض ضد المصلحة العامة وسيلة لتحقيق مكاسب سياسية؟ وهل يُضحّى بأرواح مواطنين لأجل بقاء في الكرسي أو نفوذ انتخابي؟
الوضع يتطلب وقفة تأمل من الجميع، فسلامة المواطن فوق كل اعتبار، ودور السلطات الترابية والمنتخبين يجب أن يلتقي عند تقاطع واحد: خدمة المواطن لا المتاجرة بمعاناته.
ويبقى الأمل معقودًا على الحكمة والصرامة التي أبداها عامل الإقليم في مواجهة هذه التحديات، وعلى وعي الساكنة المحلية، التي بدأت تميز جيدًا بين العمل الميداني الجاد والمزايدات الموسمية التي لا تُسمن ولا تغني من جوع.