شهدت مدينة صفرو، مساء أمس الاربعاء 11 يونيو الجاري ، انطلاق فعاليات الدورة 101 من مهرجان حب الملوك، أحد أعرق المهرجانات الثقافية بالمغرب، والذي لطالما شكّل موعدًا للاحتفال بالتراث المحلي وتثمين المؤهلات الثقافية والاقتصادية للمنطقة. غير أن انطلاقة هذه الدورة لم تكن في مستوى تطلعات ساكنة المدينة وزوارها، وسط انتقادات حادة للتنظيم، خاصة خلال حفل اختيار ملكة جمال حب الملوك.
ففي الوقت الذي يُفترض فيه أن تكون هذه المحطة لحظة احتفاء ورقي وجمالية، طبع الارتباك والفوضى المشهد، بدءًا من ضعف التواصل، مرورًا بسوء تدبير الفضاء، ووصولًا إلى ارتجالية فقرات حفل اختيار ملكة جمال هذا الموسم، مما انعكس سلبًا على صورة المهرجان، وأثار استياءً واسعًا في صفوف الجمهور والإعلاميين وحتى بعض المشاركين.
و حسب مصادر الحقيقة24 ، فإن أكثر ما أثار الجدل، هو الأداء الباهت للجهة المشرفة على تنظيم المهرجان، إلى جانب مجلس جماعة صفرو، اللذَين وُجّهت لهما اتهامات بسوء تدبير الموارد المالية المرصودة للمهرجان، والتي توصف من قبل فاعلين محليين بأنها “أموال عمومية تُصرف دون مردودية واضحة أو أثر تنموي ملموس”.
كما تساءل عدد من المتتبعين عن المعايير التي يتم وفقها اختيار فقرات المهرجان، وطبيعة الصفقات المرتبطة باللوجستيك والعروض الفنية، في ظل غياب الشفافية وضعف التواصل مع المجتمع المدني المحلي.
ومع تكرار مشاهد الارتجال في كل دورة، يبرز سؤال جوهري: هل تستحق مدينة بحجم وتاريخ صفرو مهرجانًا بهذه الهشاشة؟ خصوصًا أن حب الملوك، برمزيته الثقافية، يُفترض أن يكون رافعة تنموية وسياحية للمنطقة، لا مناسبة لصرف ميزانيات في عروض باهتة وتنظيم مهتز.
فعاليات محلية تطالب اليوم بـإعادة النظر في طريقة تدبير مهرجان حب الملوك، سواء على مستوى الهيئات المشرفة أو الشفافية في صرف المال العام، مع الانفتاح على طاقات المدينة ومبدعيها، بدل التمادي في تنظيم صوري لا يعكس لا تاريخ صفرو ولا طموح شبابها.
