في وقت كان فيه مهرجان “حب الملوك” (الكرز) بمدينة صفرو يُعد مفخرةً ثقافية وسياحية للمغاربة، بات اليوم نموذجًا للارتجالية وسوء التدبير، حسب عدد من المتتبعين والفاعلين المحليين، الذين عبّروا عن استيائهم من الشكل الذي أصبحت عليه هذه التظاهرة السنوية، متهمين القائمين على تنظيمها بتبذير المال العام والابتعاد عن جوهر المهرجان التاريخي.
الدورة 101 من المهرجان، التي تُشرف عليها مندوبية الثقافة بشراكة مع المجلس الجماعي لصفرو، عرفت انتقادات واسعة منذ يومها الأول، خاصة خلال حفل اختيار ملكة جمال حب الملوك، الذي وُصف بـ”الفوضوي” و”المهزوز” تنظيمًا ومضمونًا، حيث طغت العشوائية على فقراته وغاب عنها الحس الإبداعي الذي كان يميز المهرجان في سنوات مضت.
عدد من سكان المدينة عبروا عن حنينهم للماضي، حين كان مهرجان حب الملوك حدثًا وطنيا حقيقيا، يجلب الزوار من مختلف أنحاء المغرب، ويقدم صورة مشرفة عن صفرو وتاريخها، ويُشرك أبناء المدينة في التنظيم والمشاركة، بدل ما وصفوه بـ”احتكار النخب الموسمية” و”استغلال الحدث لتلميع الأسماء والوجوه نفسها كل سنة”.
في المقابل، يطالب عدد من المهتمين بإعادة النظر في طريقة تنظيم المهرجان، وتقييم أثره الثقافي والاقتصادي والاجتماعي على المدينة وساكنتها، كما يدعون إلى اعتماد مقاربة تشاركية حقيقية تضمن الشفافية والمحاسبة والارتقاء بهذه التظاهرة إلى مستوى تطلعات الصفريويين والمغاربة عمومًا.
فهل تستجيب الجهات الوصية لهذه الأصوات الغاضبة؟ وهل تُفتح صفحة جديدة لإعادة مهرجان حب الملوك إلى سكته الصحيحة، أم أن الفوضى ستستمر باسم “الاحتفال”؟