يطرح انعقاد المنتدى الاقتصادي الذي تنظمه غرفة الصناعة والتجارة والخدمات بجهة فاس–مكناس، بقيادة الرئيس حمزة بنعبد الله، أكثر من علامة استفهام حول الجدوى الحقيقية منه، خاصة في ظل غياب أي مؤشرات واضحة على استثمارات كبرى أو اتفاقيات اقتصادية ملموسة تعود بالنفع على الجهة وساكنتها.
المنتدى، الذي استُنزفت فيه ميزانيات ضخمة من المال العام، واحتفى منظموه بتوزيع الجوائز وتنظيم الولائم، خلّف انطباعًا عامًا بأنه مجرد واجهة للاستهلاك الإعلامي وتلميع الصورة، بدل أن يكون منصة فعلية لجذب المستثمرين وخلق فرص شغل حقيقية، كما يُفترض.
فأين هي الاستثمارات الكبرى التي خرجت من رحم المنتدى؟ ما هي الأرقام؟ من استفاد؟ هل هناك عقود موقعة؟ وهل شاركت مقاولات محلية ناشئة استفادةً فعليةً أم أن المشهد ظل حكرًا على أسماء معروفة سلفًا؟
الأسئلة كثيرة، والإجابات غائبة. بل إن البعض يرى في هذه التظاهرات مناسبة لتكريس منطق “المقربين أولى”، حيث تُوزع الجوائز والمناصب والفرص في دوائر ضيقة، بينما يبقى الفاعل الاقتصادي الصغير والمقاول الشاب على هامش الصورة، مجرد متفرج على مشهد باذخ من التهاني والتصفيق… بلا مردودية.
في ظل كل هذا، يتطلع الرأي العام المحلي إلى تقرير شفاف من الغرفة حول مخرجات المنتدى، بالمعطيات الدقيقة، بعيدًا عن لغة التعميم والبلاغات الإنشائية.
فاس التي تعاني من بطالة خانقة وهشاشة بنيوية، تستحق أكثر من مجرد عروض ضوئية وحفلات استقبال و بذخ في الفنادق سانك إيطوال .
