لم تمرّ مشاركة الفنانة نانسي عجرم في منصة مهرجان موازين دون أن تثير جدلاً واسعاً، ليس بسبب أدائها أو اختياراتها الغنائية، بل نتيجة تجاهلها حمل العلم المغربي، في الوقت الذي دأب فيه فنانون آخرون على رفعه كنوع من التحية والاعتراف بالجمهور المغربي وبلده المضيف.
قد يرى البعض أن هذا التفصيل لا يستحق الضجة، لكن في بلد كالمغرب، حيث يحمل العلم حمولة رمزية كبيرة مرتبطة بالتاريخ والهوية والسيادة، يصبح الأمر تعبيراً عن احترام أو تجاهل لا يُمكن المرور عليه مرور الكرام.
الأكثر إثارة للتساؤل ليس فقط تجاهل الفنانة، بل إصرار البعض على استجداء هذا النوع من الحركات الرمزية من فنانات لا يحملن شيئًا من قيم المجتمع المغربي ولا يعكسن وجدان المغاربة الحقيقي. ما جدوى أن تُرفع راية الوطن في مشهد استعراضي لا يتناغم مع المعاني النبيلة التي يمثلها العلم؟ وهل صار الشرف الرمزي مرتبطًا فقط بمن يصعدون على المنصات، بغضّ النظر عن مواقفهم وسلوكهم؟
إن الراية المغربية ليست زينة تُرفع لإرضاء جمهور لحظي أو لتحقيق لقطة إعلامية، بل هي رمز يتطلب من حامله وعيًا وسلوكًا يليق بعراقتها. ومن هنا، فإننا لا نحتاج إلى من يُجبر على رفعها، بل إلى من يشرّفها حين يحملها، ويجسد قيمها وهو يعتلي أي منصة.
على اللجنة المنظمة لمهرجان موازين وغيرها من التظاهرات الوطنية أن تعي أن احترام رموز البلاد لا يُمكن أن يكون اختيارًا ظرفيًا أو حركة علاقات عامة، بل واجبًا أخلاقيًا وجزءًا من هوية الفعل الثقافي نفسه.
العلم المغربي أكبر من أن يُستغل في مشاهد استعراضية… وأكبر من أن يُرفَع فقط حين تُسلّط عليه الكاميرا.