شهدت مدينة سيدي بنور، خلال احتفالات ليلة عاشوراء، واقعة خطيرة بعدما أقدم مجموعة من الشبان على إضرام النار وسط الشارع العام بواسطة إطارات مطاطية، وقاموا برمي قنينة غاز صغيرة وسط النيران المشتعلة، ما تسبب في انفجار عنيف خلّف حالة من الذعر في صفوف السكان والمارة.
وتفاعلت المصالح الأمنية بسرعة مع الحادث، حيث انتقلت دورية راكبة إلى محيط ملعب القرب بحي الوداد، بعد إشعار عاجل يفيد بوجود نيران مشتعلة وانفجارات متتالية. وبعد تدخل فوري وتعزيزات إضافية، تم توقيف قاصر كان ضمن المجموعة، فيما تمكنت العناصر الأمنية من تعقّب وإيقاف شابين آخرين فرّا من مسرح الحادث.. وبتعليمات من النيابة العامة، وُضع الموقوفون تحت تدابير الحراسة النظرية، قبل عرضهم على أنظار الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بالجديدة.
وقد اعترف الشابان أثناء البحث التمهيدي بمشاركتهما في إشعال النيران وتفجير قنينة الغاز، غير أنهما تراجعا عن أقوالهما خلال أطوار المحاكمة.. وبعد الاستماع إلى مرافعات النيابة العامة، التي شددت على خطورة الفعل المرتكب وما سبّبه من رعب للمواطنين، طالبت المحكمة بإصدار عقوبة رادعة، فيما التمس الدفاع تمتيع المتهمين بظروف التخفيف، بالنظر إلى صغر سنهما وانعدام سوابقهما القضائية، معتبرًا الواقعة جزءًا من ممارسات مرتبطة بعاشوراء كموروث شعبي.
وبعد المداولة، قضت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالجديدة بإدانة المتهمين، وحكمت على كل واحد منهما بسنتين حبسا نافذا، مع تمتيعهما بأقصى ظروف التخفيف، فيما لا يزال البحث جاريا عن متورط ثالث صدرت في حقه مذكرة بحث وطنية.