تمكنت مصالح الدرك الملكي بسيدي احرازم مؤخرًا من الإطاحة بعناصر ملثمة كانت تفرض “الزطاطة” على زوار منطقة عين الوالي، أحد أبرز المواقع الطبيعية المعروفة بالمنطقة، من خلال فرض إتاوات غير قانونية على المارة وابتزازهم للسماح لهم بالمرور.
العملية الأمنية التي لقيت استحسانًا كبيرًا من طرف المواطنين، جاءت بعد فيديو منشور على مواقع للتواصل الاجتماعي لاحد مستعملي الطريق نحو هذا الفضاء الطبيعي الذي وثقه بالثوت و الصورة ،حيث عبّر مواطنون عن استيائهم من التهديدات والابتزازات التي كانوا يتعرضون لها من طرف هؤلاء الخارجين عن القانون، الذين جعلوا من المنطقة مصيدة لنهب الزائرين، في مشهد لا يمت بصلة للسياحة أو لحسن الضيافة.
وبعد هذا التدخل، ارتفعت أصوات العديد من المواطنين والفعاليات المدنية للمطالبة بتوسيع الحملة الأمنية لتشمل المساحات الخضراء المحاذية على مستوى سيدي احرازم المركز ، والتي أصبحت بدورها تحت سيطرة ما يوصف بـ”مافيا الكراء العشوائي”، حيث يقوم أفراد مجهولو الهوية بكراء أماكن للعائلات دون أي سند قانوني، وفرض إتاوات تصل أحيانًا إلى مبالغ غير معقولة مقابل السماح بالجلوس على الحسيرة.
هذه الممارسات، التي تضرب في العمق الحق في الاستمتاع بالفضاء العمومي، تشوه صورة المنطقة وتُبعد الزوار، وتطرح أكثر من علامة استفهام حول دور السلطات المحلية في مراقبة ما يجري داخل هذه الفضاءات الطبيعية، خاصة مع حلول فصل الصيف الذي يعرف إقبالًا كبيرًا على منطقة سيدي احرازم وضواحيها.
وإذ يشيد المواطنون باليقظة الأمنية ونجاعة تدخل عناصر الدرك الملكي، فإنهم يطالبون بمزيد من الحزم في التعامل مع كل من يحاول فرض “الفتوّة” أو تحويل الفضاءات العامة إلى مصدر للربح الشخصي غير المشروع.