ريحة الزبل خنقات فاس.. واش هادي هي المدينة اللي غادي تستقبل كأس إفريقيا و كأس العالم ؟

الحقيقة 2412 يوليو 2025
ريحة الزبل خنقات فاس.. واش هادي هي المدينة اللي غادي تستقبل كأس إفريقيا و كأس العالم ؟

“مطرح نفايات طريق سيدي احرازم.. قنبلة بيئية موقوتة تخنق فاس وتسيء لصورة المدينة أمام زوارها”

في الوقت الذي تستعد فيه مدينة فاس لاستقبال تظاهرات كبرى مثل كأس إفريقيا للأمم وكأس العالم ، وتستعد لاستقبال وفود من مختلف الجنسيات، تستمر روائح كريهة خانقة تنبعث من مطرح النفايات المتواجد على مستوى عين البيضا بطريق سيدي احرازم، في تهديد مباشر لصحة المواطنين، وتشويه لصورة العاصمة العلمية التي طالما افتخرت بمكانتها التاريخية والحضارية.

هذا المطرح، الذي كان من المفترض أن يكون مرحليًا ومؤقتًا، تحول إلى كابوس يومي بالنسبة للساكنة والمستخدمين، بل وحتى الزوار والمرضى، خاصة وأنه يقع على مقربة من المستشفى الجامعي الحسن الثاني، ومحيط قصر العدالة الجديد، و المركب الرياضي الكبير ومقرات شركات كبرى من قبيل فاس شور، بالإضافة إلى ساكنة حي النرجس وجامعة الطب و الصيدلة .

هذا ، لم يعد الأمر يقتصر على مجرد انزعاج من الروائح الكريهة، بل تحوّل إلى أزمة بيئية وصحية بامتياز. الروائح المتصاعدة من المطرح باتت تخنق أنفاس المرضى في المستشفى الجامعي، وتزيد من معاناة ذوي الحساسية والأمراض التنفسية، كما أنها تشكّل مصدر قلق دائم لمرتادي قصر العدالة، والعاملين في المناطق المجاورة.

ورغم نداءات الساكنة والفعاليات الجمعوية و الحقوقية من هذه البؤرة ، إلا أن التقاعس في إيجاد حل جذري ما زال مستمرًا. إذ لا يعقل أن تحتضن مدينة بحجم فاس، التي يُراهن عليها لتكون واجهة للمملكة المغربية في المحافل الدولية المقبلة، مطرحا عشوائيًا تنبعث منه الروائح على مدار الساعة و في اوقات الصيف الحارة .

ما يزيد الطين بلّة، هو أن هذا الوضع يتنافى تمامًا مع الجهود المبذولة للنهوض بالبنية التحتية بالمدينة، ومع الاستثمارات التي يتم ضخها لتأهيل فاس في إطار استعداداتها للموعد القاري والدولي.

فهل من المنطقي أن يُستقبل ضيوف المملكة برائحة الأزبال؟ ألا تستحق ساكنة فاس بيئة نظيفة تليق بكرامتهم؟لماذا لم يتم ترحيل المطرح إلى منطقة بعيدة عن التجمعات السكنية منذ سنوات؟.

المطلوب اليوم من مجلس جماعة فاس ليس مجرد حلول ترقيعية فقط ، بل استثمار بيئي متكامل يبدأ بإغلاق هذا المطرح نهائيًا، وإحداث مركز لمعالجة النفايات في منطقة غير مأهولة، مع مراعاة المعايير البيئية والصحية الدولية، كما يجب فتح تحقيق إداري في أسباب التماطل، وتحميل المسؤولية للجهات التي سمحت بتفاقم هذه الكارثة.

ففاس، العاصمة الروحية والعلمية، تستحق أن تتنفس هواءً نقياً، وتستقبل ضيوفها بوجه حضاري يليق بتاريخها العريق، لا بروائح تُدمي الأنوف وتخنق الأرواح.

الاخبار العاجلة