في زمن يصعب فيه أن تحظى شخصية سياسية بإجماع شعبي في منطقة كإقليم تاونات، يبرز اسم محمد السلاسي، الشاب التجمعي ورئيس المجلس الإقليمي، كأحد أبرز الوجوه السياسية التي استطاعت أن تفرض حضورها اللافت وسط مشهد سياسي مضطرب.
السلاسي، المنسق الإقليمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، بات رقماً صعباً ومعادلةً سياسية عصيّة على الخصوم، بفضل ديناميته وتواصله المباشر مع الساكنة، وحرصه على الترافع عن القضايا الحيوية للإقليم، أبرزها ملف الطريق الوطنية رقم 8، الذي شكّل نموذجاً لقدرته على الدفع بملفات تنموية إلى الواجهة الوطنية.
ورغم ذلك، فإن هذا الحضور القوي في الطوندونس السياسي المحلي جعله عرضةً لما وصفه مقربون منه بـ”حملات تشويش مدفوعة الأجر”، بلغت ذروتها بمحاولات الزجّ باسمه في سجالات بعيدة عن جوهر الفعل السياسي، آخرها اتهامات مرتبطة باستقطابه للجماهير في نهائي كأس العرش و اقحام اسمه في تصاريح واضحة انها مدفوعة الاجر .
وتؤكد ذات المصادر أن السلاسي يُعدّ من القلائل الذين يلتزمون سنوياً بالتصريح بممتلكاتهم لدى المجلس الجهوي للحسابات، وهو ما يعكس، وفق تعبيرهم، حرصه على الشفافية واحترام القانون، غير أن تصاعد حدة الحملة ضده، في هذا التوقيت بالذات، يتقاطع مع معطيات تشير إلى تداول اسمه في دوائر سياسية لتولي رئاسة جهة فاس مكناس، ما يزيد من سخونة المرحلة قبيل الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
وإذا كانت بعض الأصوات تحاول النيل من صورته، فإن محمد السلاسي يبدو ماضياً في نهجه، مقتنعاً بأن التموقع إلى جانب المواطنين والتواصل المستمر معهم هو الرأسمال الحقيقي لأي مسؤول، في زمن العزوف الشعبي وفقدان الثقة في النخب.

