هل أصبح المغرب ينافس سويسرا في الغلاء؟ الجالية المغربية بالخارج تقاطع العطلة الصيفية

الحقيقة 2426 يوليو 2025
هل أصبح المغرب ينافس سويسرا في الغلاء؟ الجالية المغربية بالخارج تقاطع العطلة الصيفية

في سابقة ملفتة، عبّرت شرائح واسعة من الجالية المغربية المقيمة بالخارج عن امتعاضها الشديد من الارتفاع المهول لتكاليف العطلة الصيفية بالمغرب، حيث وصل الأمر إلى دعوات صريحة للمقاطعة، وموجة من التدوينات الغاضبة على وسائل التواصل الاجتماعي تحت وسم “#مقاطعون_الصيف_بسبب_الغلاء”.

وتأتي هذه الأصوات في وقت يتزامن مع تسجيل زيادات قياسية في أسعار النقل الجوي والبحري، وارتفاع تكاليف الإقامة، وغلاء المواد الغذائية، وحتى أبسط الخدمات اليومية، ما جعل العديد من أبناء الجالية يُقارنون بين تكلفة قضاء عطلة في بلدهم الأم وتكاليفها في دول أوروبية كإسبانيا والبرتغال وحتى سويسرا، ليجدوا الكفة تميل لصالح الأخيرة من حيث الجودة والسعر.

المفارقة التي عبّر عنها العديد من المهاجرين المغاربة، هي أنهم أصبحوا يشعرون بـ”غربة داخل الوطن”، حيث أضحى من العسير توفير عطلة لائقة لعائلاتهم دون استنزاف مدخراتهم. “بمصاريف أسبوع واحد في المغرب يمكنني حجز عطلة متكاملة في جنوب إيطاليا”، يقول يوسف، مغربي مقيم بفرنسا.


ورغم الحملات الترويجية المكثفة التي أطلقتها الجهات الرسمية لاستقطاب مغاربة العالم، إلا أن الارتفاعات غير المنطقية في الأسعار، وغياب المراقبة والردع، تنذر بموسم صيفي فاتِر، قد ينعكس سلبًا على القطاع السياحي الوطني، الذي يراهن على مداخيل أبناء الجالية كرافد استراتيجي للعملة الصعبة.

في ظل هذا الوضع، يُطالب العديد من الفاعلين الاقتصاديين والمواطنين على حد سواء بتدخل عاجل من طرف الحكومة من أجل تقنين الأسعار، وتشديد الرقابة على مقدّمي الخدمات، إلى جانب تسهيل العودة وتقديم امتيازات ملموسة لأفراد الجالية.

فهل تستفيق الجهات المعنية قبل أن يتحول الغلاء إلى “فيتو” صريح ضد زيارة الوطن؟ أم أن موسم الصيف سينتهي كما بدأ: بمرارة المقاطعة وصدى الغضب؟

الاخبار العاجلة