تشهد مدينة فاس، خلال الأشهر الأخيرة، دينامية عمرانية لافتة، تجسدت في انطلاقة واسعة لأوراش إعادة التهيئة وتزفيت المحاور الطرقية الكبرى، في إطار مخطط متكامل لإعادة الاعتبار للبنية التحتية وتحسين جاذبية المدينة استعدادا للمحافل الدولية الكبرى .
وتأتي هذه المشاريع تحت إشراف شركة “فاس التهيئة”، التي يقودها المدير العام السيد هشام القرطاسي ، حيث أُطلقت سلسلة من التدخلات الميدانية لإعادة تزفيت عدد من الشوارع والمحاور الحيوية، في مقدمتها شارع باحنيني و طريق صفرو و طريق إيموزار و علال الفاسي و غيرها إلى جانب التدخل في الأزقة المتفرعة .
ويعتبر هذا البرنامج جزءاً من تصور أشمل يراهن على إنعاش الحركة الاقتصادية والسياحية، وضمان جودة العيش للمواطنين و زوار الحاضرة الادريسية ، من خلال تحسين شروط التنقل، وتسهيل حركة السير والجولان، وإضفاء طابع حضري حديث ومتناسق على النسيج العمراني.
وقد خلفت هذه المبادرات ردود فعل إيجابية لدى الساكنة، التي نوهت بسرعة تنفيذ المشاريع، وبالتحسن الملحوظ في ظروف التنقل داخل المدينة، بعد سنوات من التردي في وضعية الطرق والأرصفة، كما أشاد الفاعلون المدنيون والمهنيون بالدور المحوري الذي يقوم به السيد هشام القرطاسي على رأس شركة “فاس التهيئة”، في تتبع تفاصيل المشاريع وضمان حسن تنفيذها وفق المعايير التقنية المطلوبة.
وفي ظل هذه الدينامية، تتجه الأنظار إلى مدى استدامة هذا التوجه في التأهيل الحضري، ومدى قدرة مختلف الشركاء والمؤسسات المحلية على مرافقة هذا المجهود، لضمان استمراريته وتوسيعه ليشمل باقي الأحياء المهمشة.
وتبقى مدينة فاس، بتاريخها وتراثها، في حاجة دائمة إلى مشاريع من هذا النوع، تربط بين الأصالة والتجديد، وتعيد إليها المكانة التي تستحقها كعاصمة روحية وثقافية للمملكة.