تفاعلت السلطات المحلية بعمالة تاونات، إلى جانب المندوبية الإقليمية للوكالة الوطنية لتقنين القنب الهندي، بسرعة مع احتجاجات مزارعي القنب الهندي بجماعة غفساي، الذين خرجوا، يوم أمس الثلاثاء، في مسيرات غاضبة احتجاجًا على ما وصفوه بـ”تهاون” بعض المجمعين في صرف مستحقاتهم المالية.
وحسب ما أفادته مصادر جد مطلعة ،فإن اجتماعات ماراطونية انعقدت بمقر عمالة تاونات، مساء الثلاثاء وصبيحة اليوم الأربعاء، ترأسها الكاتب العام للعمالة، بحضور ممثل عن مدير الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي، إلى جانب ممثلين عن المزارعين المحتجين. وقد تم خلالها التوصل إلى حلول آنية وأخرى متوسطة المدى لمعالجة الوضع القائم.
وأكدت المصادر ذاتها أن مشكل عدم توصل بعض الفلاحين بمستحقاتهم المالية يظل محدودًا، حيث يهم فقط ثلاثة مجمعين يشتغلون مع حوالي 24 تعاونية، بينما توصلت عشرات التعاونيات الأخرى، المتعاملة مع مجمعين آخرين، بمستحقاتها في ظروف عادية ودون أية مشاكل.
وأفادت مصادر من داخل التعاونيات المشاركة في المفاوضات أن الوكالة الوطنية لتقنين القنب الهندي، عبر مديريتها الإقليمية بتاونات، تتابع بشكل مستمر العلاقة بين المجمعين والمزارعين، مشيرة إلى أن المجمعين المعنيين يعانون بدورهم من بعض الإكراهات المالية واللوجستية التي تعيقهم عن الوفاء بالتزاماتهم.
وخلال اللقاء الذي جمع المجمعين بمسؤولي عمالة تاونات وممثل الوكالة الوطنية صباح اليوم الأربعاء، التزم هؤلاء بأداء المستحقات العالقة، وتم الاتفاق على جدولتها وفق مدة زمنية محددة.
وفي تطور إيجابي، نجحت السلطات في استقطاب مستثمر جديد سيتكفل بشراء منتوج موسم 2025، حيث تعهد بدفع 50% من مستحقات الفلاحين قبل نهاية شهر غشت الجاري، على أن يتم صرف ما تبقى من المبلغ مع نهاية العام المقبل، وهو ما لقي قبولاً واسعًا من طرف المزارعين.
وتجدر الإشارة إلى أن مجهودات حثيثة تُبذل حاليًا من طرف مختلف المتدخلين لإيجاد تسوية لمستحقات موسم 2024، خاصة أن أحد المجمعين تعرض لخسائر جسيمة إثر اندلاع حريق بمخازنه في وقت سابق من هذا العام، مما حال دون تمكنه من الوفاء بالتزاماته المالية تجاه الفلاحين.
وقد تم، خلال اجتماع الأربعاء، الاتفاق على حزمة من المقترحات الهادفة إلى تسوية الوضع المالي العالق، ووضع آليات عملية لتفادي تكرار هذه المشاكل في المستقبل.
