قاهر المجرمين عبد الكبير فرح… والي أمن طنجة الذي كسّر الجدار بين المكتب والميدان

الحقيقة 2412 أغسطس 2025
قاهر المجرمين عبد الكبير فرح… والي أمن طنجة الذي كسّر الجدار بين المكتب والميدان

من عادة المسؤولين الأمنيين الكبار أن يصنعوا حول أنفسهم جدارا شفافا في مقابلة الآخرين. جدارا لا يمنعهم من ان يروا ما خلفه، لكن يمنعهم من أن يقتربوا اكثر، سواء أكان ما خلف الجدار معلومة أم سبقا صحفيا أو موقفا أو حتى مشاعر إنسانية، هذا الجدار الذي كان حديديا في العقود السابقة وصار الآن من زجاج مضاد للفضول هو ما يسمى الهيبة، ونادرون هم رجال الأمن الذين يفرضون هيبتهم دون أن يبنوا حولهم عازلا، بل يفرضون هيبتهم حتى وهم يفتحون مكاتبهم وقلوبهم للناس.

وفي جريدتنا الحقيقة24 ، نَجزم أن عبد الكبير فرح واحد من هؤلاء، لم تخطئ المديرية العامة للأمن الوطني في تكليفه بمهمة والي أمن طنجة ، فلقد أبان الرجل عن قدرة هائلة في محاربة الجريمة بوضع استراتيجيات أمنية منذ توليه كرسي المسؤولية و اعتلائه منصب والي أمن عاصمة البوغاز منذ مطلع سنة 2023 .

ترك الرجل انطباعا جيدا لدى زملائه عندما كان يشتغل رئيسا للشرطة القضائية، واكتسب رضى مسؤوليه المباشرين حيث عيّن رئيس الشرطة القضائية الولائية بطنجة و بعدها اشتغل نائبا لوالي الامن ليتم تعيينه واليا للأمن بالنيابة قبل ان ترسو اعين المدير العام عبد اللطيف حموشي بتعيينه رسميا واليا للأمن بطنجة ، حيث أصبح من الممكن للمواطنين أن يروا لأول مرة ما لم يروه. دوريات أمن تجوب الشوارع تمشّطها ويتواجد في إحداها والي الأمن عبد الكبير فرح شخصيا.

فمدينة من حجم طنجة بوابة إفريقيا و اوروبا تصدرت ترتيب المدن  التي تعيش الخوف،  كانت تحتاج إلى رجل ميدان ينزل إليها كي يمنحها بعض الأمان.

ومباشرة بعد تعيينه واليا للأمن على عروسة الشمال ، أبان الرجل عن حنكة لم يشهدها الطنجاويون من قبل، فلأول مرة رأوا المسؤول الأمني الاول بجهازه اللاسلكي رفقة عناصره الأمنية في تدخلات ميدانية، صحيح أن بعض المشككين و ذوي النوايا السيئة طعنوا في عفوية هذا المشهد ، ولكنهم معذورون. كل المشاهد غير المألوفة تثير الريبة، لكن من يعرف تاريخ عبد الكبير فرح خلال عمله بالشرطة القضائية و تكوينه العالي و حسه التواصلي ، يمكنه بكل ارتياح أن يفند هذه الشكوك و الاتهامات، ويعلن أن ما يقوم به الرجل جزء من عمله بعيدا عن الاستعراض.

الدكتور عبد الكبير فرح ذو الكاريزما الأمنية الذي يحب أن يستمع أكثر مما يتكلم، الهادئ الطباع، ليس بالشخص الذي ينتشي بالبقاء في المكاتب المكيفة، فهو يترجل من مكتبه متدخلا في كل طارئ يستحق التدخل، حتى أن الصحف والمواقع الإلكترونية بعضها من وصفته ب “قاهر المشرملين” ، توصيفا لرجل لا يمنح هامشا للتردد ولا للتراجع.

فبمجرد تسلم مهامه الأمنية بطنجة بدأ قيادة حملات أمنية أسفرت عن اعتقال العديد من المبحوثين عنهم.

بل إن الصحافة رصدت أن عبد الكبير فرح “قاد حربا شرسة ضد المجرمين من قطاع الطرق واللصوص والمتاجرين في المخدرات والممنوعات كعائلات معروفة بمسلسلاتها الإجرامية بطنجة ، الى جانب وضع حد لمقاهي الشيشة وأوكار الدعارة بالمدينة .

و حتى أن مراسلي الجرائد الوطنية رصدوا بأم أعينهم “وقوف فرح شخصيا في حملات تمشيطية وتدخلات أمنية بعدد من أحياء عاصمة البوغاز ، لتوقيف عدد من الجانحين والوقوف دون وقوع جرائم قد تتسبب في خسائر مادية وبشرية، كما أن الساكنة أشادت منذ يوم تعيينه انخفاضا في معدل الجريمة .

هكذا إذن، كان تعيين المراقب العام عبد الكبير فرح على رأس ولاية أمن طنجة بداية تحول في تاريخ طنجة الأمني، فلا يعقل أن تتحول بوابة افريقيا نحو اوروبا بامتدادها الحضاري إلى ملجأ للمجرمين والجانحين يعيثون في أرضها فسادا.

لقد جعل عبد الكبير فرح المواطن الطنجاوي يدرك بكل قوة بأن عودة الأمان إلى طنجة رهين بتضافر جهود الجميع… فاليد الواحدة مهما كانت قوية وحازمة فإنها لا تصفق.

الاخبار العاجلة