تستعد مدينة فاس لاحتضان مشروع استشفائي ضخم، يتمثل في تشييد مركز استشفائي جامعي جديد بكلفة مالية تقارب 120 مليار سنتيم، في خطوة تعكس الرغبة في إرساء تحول نوعي في العرض الصحي على مستوى جهة فاس ـ مكناس.
هذا المشروع، الذي يندرج ضمن الاستراتيجية الوطنية لتعزيز البنية التحتية الصحية وتجويد الخدمات الطبية، يُنتظر أن يشكّل نقلة نوعية في المنظومة الصحية بالجهة، لما سيوفره من خدمات علاجية متطورة، وتجهيزات طبية وتقنية تستجيب للمعايير الدولية.
هذا و تعاني المؤسسات الاستشفائية القائمة بفاس منذ سنوات من ضغط متزايد بسبب النمو الديمغرافي وارتفاع الطلب على الخدمات الطبية، خاصة مع كونها وجهة رئيسية للمرضى من مختلف أقاليم الجهة. ومن شأن المركز الجديد أن يساهم في تخفيف هذا الضغط، عبر رفع الطاقة الاستيعابية وتوزيع أفضل للمرضى والخدمات.
إلى جانب دوره العلاجي، سيضطلع المركز بدور محوري في تكوين الأطباء والكوادر الصحية، باعتباره مرفقًا جامعيا يوفر بيئة علمية حديثة للبحث والدراسة والتطبيق، مما سيُثري التكوين الأكاديمي والعملي للطلبة بكلية الطب والصيدلة بفاس.
و لا يُنظر إلى المشروع فقط كمنشأة صحية جديدة، بل كرافعة تنموية ستُعزز جاذبية مدينة فاس، وتكرّس موقعها كقطب طبي جامعي على المستوى الوطني. كما سيتيح المجال لتطوير شراكات في مجال البحث العلمي والتبادل الأكاديمي، إلى جانب استقطاب كفاءات طبية متخصصة.
و في الصدد. ينتظر المواطنون من هذا المركز أن يكون أكثر من بناية حديثة؛ أن يكون مؤسسة قادرة على توفير العلاجات المتقدمة، واحترام كرامة المريض، وتسهيل الولوج إلى الخدمات الطبية، بما ينسجم مع تطلعات الساكنة لقطاع صحي أكثر عدالة وفعالية.