بورطريه : نقيب هيئة المحامين بفاس عبد الرحيم اعبابو..قامة قضائية وضمير هادئ في محراب العدالة

الحقيقة 2418 أغسطس 2025
بورطريه : نقيب هيئة المحامين بفاس عبد الرحيم اعبابو..قامة قضائية وضمير هادئ في محراب العدالة

سفيان.ص

في ردهات المحاكم، حيث تختلط الأصوات بين صخب المرافعات ودينامية الجلسات، يبرز اسم الأستاذ عبد الرحيم أعبابو، نقيب هيئة المحامين بفاس، كصوت مختلف يجمع بين الهدوء والرزانة، وبين النزاهة التي لا تقبل المساومة والصرامة في خدمة الحق. هو رجل لم تصنعه الصدف، بل صاغته التجربة الطويلة، وصقلته الممارسة اليومية بين ردهات المحاكم ودهاليز النصوص القانونية.

وُلد عبد الرحيم أعبابو في أسرة عرفت قيمة العلم واحترام القوانين، فكان مساره الدراسي متأثراً بروح الانضباط والجدية.

اختار طريق المحاماة عن قناعة راسخة بأن الدفاع عن الحق ليس مجرد وظيفة، بل رسالة أخلاقية تحتاج إلى الصبر والنزاهة قبل أن تحتاج إلى المعرفة القانونية.

عبد الرحيم أعبابو ليس مجرد محامٍ أو نقيب، بل مدرسة أخلاقية ومهنية قائمة بذاتها ، من يعرفه عن قرب يدرك أنه رجل يزن كلماته بميزان العدل قبل أن يلفظها، ويزن قراراته بميزان الضمير قبل أن يوقعها.

هدوؤه، الذي قد يُغري البعض باعتباره مسالماً، يخفي وراءه قوة شخصية وصلابة موقف لا تتزعزع أمام الإغراءات أو الضغوط.

زملاؤه في المهنة يشهدون له بـ”النزاهة”، تلك التي تجعل منه مرجعاً أخلاقياً يلجأ إليه الكثيرون، ليس فقط من أجل الاستشارة القانونية، بل طلباً للنصيحة والرأي.

وقد استطاع عبر مساره أن يحافظ على هيبة المحاماة، متمسكاً بأن المحامي ليس فقط مدافعاً عن القضايا، بل حارساً للقيم ومؤمناً برسالة العدالة في أسمى تجلياتها.

توليه مسؤولية نقابة هيئة المحامين بفاس لم يكن تكليفاً عادياً، بل شهادة ثقة منحها له زملاؤه، عرفاناً بصفاته القيادية وخصاله الإنسانية، فالمسؤولية هنا ليست مجرد لقب إداري، بل امتحان يومي في كيفية التوفيق بين الدفاع عن مصالح الهيئة، وصون كرامة المهنة، وحماية الاستقلالية التي تعتبر صمام الأمان لأي عمل قضائي جاد.

في شخصية الاستاذ النقيب عبد الرحبم اعبابو يلتقي ما هو قانوني بما هو إنساني؛ فهو القاضي العادل في مواقفه، والإنسان المتواضع في سلوكه اليومي ، يفتح قلبه قبل مكتبه ، يستمع أكثر مما يتكلم، لأنه يؤمن أن العدل يبدأ بالإنصات.

ولعل ما يميز النقيب عبد الرحيم أعبابو هو تلك القدرة النادرة على الجمع بين التواضع والهيبة، بين الحزم واللين، وبين التقليد والتجديد، إنه رجل يحفظ للماضي قيمه، ويستشرف للمستقبل آفاقه، مؤمناً أن العدالة ليست فقط نصوصاً مكتوبة ، بل روحاً تُبث في المجتمع لتجعله أكثر إنصافاً وإنسانية.

وهكذا، يبقى اسم عبد الرحيم أعبابو قامة قضائية شامخة، وذاكرة مهنية ناصعة، ووجهًا هادئ الملامح لكنه عميق الأثر. رجل يثبت في كل يوم أن النزاهة ليست خياراً عابراً، بل مسار حياة.

الاخبار العاجلة