تعيش الساحة السياسية بمدينة فاس هذه الأيام على وقع توترات داخلية حادة داخل حزب الاستقلال، بعدما برزت خلافات بين تيار يقوده القيادي الاستقلالي حمدون، وتيار آخر معارض له يسعى إلى تقويض نفوذه داخل الهياكل الحزبية.
مصادر استقلالية محلية تحدثت للحقيقة24 عن انشقاقات وتبادل اتهامات بين الطرفين، وصلت حدّ الطعن في شرعية بعض القرارات التنظيمية والتزكيات المرتقبة للانتخابات المقبلة. وهو ما جعل الحزب يدخل في دوامة تجاذبات داخلية ألقت بظلالها على العمل الميداني والارتباط بالقاعدة الشعبية.
الملاحظون يرون أن ما يجري بفاس يعكس أزمة أعمق يعيشها حزب الاستقلال على المستوى الاقليمي ، حيث يسعى كل تيار إلى تعزيز موقعه في أفق الاستحقاقات التشريعية لسنة 2026، في وقت تحتاج فيه المدينة إلى حزب موحد قادر على تقديم بدائل سياسية وتنموية.
وبينما يصرّ تيار حمدون على أنه يمثل الامتداد الطبيعي للحزب وشرعيته التاريخية، يعتبر خصومه أن المرحلة تقتضي وجوهاً جديدة ورؤية مختلفة قادرة على إعادة الثقة إلى الناخبين.
الانقسام الحالي، بحسب المتتبعين، قد يشكل تهديداً حقيقياً لمكانة حزب الاستقلال بفاس، خصوصاً إذا لم يتم احتواؤه في أقرب وقت عبر الحوار الداخلي ووساطات من القيادة الوطنية.
يتبع . . .