السياسة في فاس ولات مسرحية والمواطن هو اللي كيدفع الضريبة د العبث

الحقيقة 24منذ ساعتين
السياسة في فاس ولات مسرحية والمواطن هو اللي كيدفع الضريبة د العبث

في مشهد يعكس حجم الاختلالات التي تعيشها الساحة السياسية المحلية، باتت فاس مدينة التاريخ والحضارة رهينة تجاذبات وصراعات فارغة بين المنتخبين، في وقت يزداد فيه الواقع الاجتماعي والاقتصادي للساكنة تعقيدًا.

الصورة اليوم لا توحي بجدية المسؤولية بقدر ما تشبه مسرحية هزلية؛ مشاحنات بين الفرقاء، تبادل للاتهامات، وسباق نحو الظهور الإعلامي، بينما الملفات الحقيقية التي تهم المواطن ـ من نظافة ومساحات خضراء وتنمية حضرية ـ تظل مؤجلة أو في أحسن الأحوال رهينة الحسابات السياسوية الضيقة.

المواطن الفاسي، وهو المتضرر الأول من هذه الوضعية، يجد نفسه مجبرًا على تحمل تبعات هذا العبث: شوارع مثقلة بالحفر، أحياء تفتقر إلى البنيات التحتية الأساسية، شباب عاطل يبحث عن أفق مفقود، واستثمارات تفرّ من المدينة بسبب غياب رؤية واضحة وحكامة رشيدة.

في المقابل، يستمر بعض المنتخبين في ممارسة السياسة بمنطق “الكواليس”، حيث تُعقد التحالفات وتُفكّ على المقاس، وتُدار الصفقات بعيـدًا عن أعين الرأي العام، ما يجعل ثقة المواطن في المؤسسات المنتخبة تتآكل يومًا بعد آخر.

إن فاس، بما تحمله من رمزية تاريخية وثقافية، تستحق اليوم أكثر من أي وقت مضى مسؤولين في مستوى المرحلة، يضعون الصالح العام فوق الحسابات الشخصية والحزبية. فالتنمية لا يمكن أن تتحقق وسط أجواء العبث والتجاذبات الفارغة، بل تحتاج إلى وضوح في الرؤية وجرأة في اتخاذ القرار.

وفي انتظار ذلك، يظل المواطن الفاسي هو الحلقة الأضعف، يدفع الثمن يوميًا من جودة عيشه ومن ثقته في السياسة والسياسيين.

الاخبار العاجلة