من يجر المغرب إلى النفق المجهول مع جيل Z؟

الحقيقة 2430 سبتمبر 2025
من يجر المغرب إلى النفق المجهول مع جيل Z؟

لم يعد خافياً أن جيل Z ، أصبح رقماً صعباً في المعادلة الاجتماعية والسياسية بالمغرب. هذا الجيل، المتشبع بثقافة التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، لا يقبل بالخطاب التقليدي ولا يثق في الحلول الكلاسيكية، بل يطالب بتغيير جذري يضمن له الكرامة، التعليم الجيد، الصحة، وفرص الشغل.


لكن في المقابل، يطرح سؤال مقلق: من يقود المغرب إلى النفق المجهول مع جيل Z؟ هل هي حكومة عجزت عن تقديم إجابات عملية لمشاكلهم؟ أم هي أحزاب سياسية فقدت مصداقيتها وسط الشباب؟ أم أن الأمر مرتبط بمنظومة كاملة لم تستوعب بعد أن جيلاً جديداً بمواصفات مختلفة قد دخل المشهد؟

جيل Z لا يخاف من التعبير، ولا يتردد في استعمال منصات التواصل لفضح الاختلالات وتعرية واقع المؤسسات، وهو ما يجعل من هذا الجيل محرّكاً رئيسياً للاحتجاجات الأخيرة التي عمّت عدداً من المدن.

المفارقة أن هذه الفئة العمرية تشكّل الأغلبية في الهرم الديموغرافي، ما يجعلها قوة ضغط حقيقية قادرة على قلب المعادلات إذا ما استمر التجاهل الرسمي لمطالبها.

فشباب اليوم لا يبحث فقط عن وعود انتخابية، بل عن سياسات عمومية ملموسة تُترجم إلى أفق واقعي.

وإذا لم يتم الإنصات لهذا الجيل الجديد وإدماجه في القرار العمومي، فإن خطر “النفق المجهول” سيظل قائماً، مع ما يحمله من تداعيات على الاستقرار الاجتماعي والسياسي.

الرهان اليوم هو على بناء جسر ثقة جديد بين الدولة وجيل Z، عبر إصلاحات جريئة تعترف بوزنه وتفتح أمامه أفق الأمل، بدل تركه فريسة لليأس أو لخطابات التشكيك.

الاخبار العاجلة