شهدت عدة مدن مساء أمس أحداث شغب وفوضى رافقت احتجاجات خرجت عن إطارها السلمي، وأسفرت عن تخريب ممتلكات عامة وخاصة، الأمر الذي أثار استياءا واسعا في الأوساط الاجتماعية.
وفي خطوة لافتة، أعلن عدد من شباب “جيل Z” رفضهم القاطع لهذه التصرفات، مؤكدين انسحابهم من أي مظاهرات قد تستغل لنشر الفوضى أو الإضرار بالأمن والاستقرار.
وأوضح عدد من هؤلاء الشباب في تدوينات متفرقة عبر منصات التواصل الاجتماعي أن “المطالبة بإصلاح التعليم و الصحة حق مشروع، لكن التخريب لا يمثلهم ولا يخدم قضيتهم”.
وأشار بعض هؤلاء الشباب إلى أن الانزلاق نحو العنف يضعف صوت المحتجين و يقلل التعاطف مع مطالبهم العادلة ويشوه صورة الجيل الذي يسعى لإثبات نفسه من خلال الإبداع والابتكار وريادة المبادرات المجتمعية.
كما دعا هؤلاء الشباب زملاءهم إلى تبني طرق حضارية للتعبير عن المطالب الاجتماعية، معتبرين أن “صوت العقل والحوار أقوى من العنف والفوضى”.
و اعتبر عدد من المتتبعين أن الموقف الذي أعلنه عدد من شباب “جيل Z” يمثل مؤشرا على تحول في الوعي داخل الحراك الشبابي، خاصة مع بروز دعوات متزايدة للتخلي عن أسلوب المواجهات غير السلمية، والبحث عن قنوات أكثر فاعلية للتعبير عن الرأي.
يذكر أن الأحداث التي عرفتها بعض المناطق خلفت خسائر مادية كبيرة، فيما لم تسجل تقارير رسمية بعد عن حجم الأضرار بدقة، وتستمر الدعوات في الأوساط الشبابية إلى تحصين أي حراك من محاولات استغلاله في اتجاهات لا تخدم المطالب الحقيقية.