ما إن نشرت جريدة الحقيقة24 مقالا يكشف واقع حزب الأصالة والمعاصرة بجهة فاس مكناس وما يعتريه من أزمات تنظيمية داخلية، حتى خرج الأمين الجهوي بتدوينة مطوّلة خاوية المضمون، لا تحمل أي إجابة أو موقف واضح، سوى أنها تعكس حجم الارتباك الذي يعيشه هو ومؤسسة الأمانة الجهوية.
لقد عجز الأمين الجهوي عن امتلاك الجرأة السياسية لمصارحة الرأي العام بأصل الأزمة، مفضّلا الاحتماء وراء خطاب خشبي متهافت، يتهرّب فيه من المسؤولية ويبرّر الفشل الذريع في تقوية الحزب على مستوى الجهة. فكيف لرجل تنظيم أن يصمت أمام نزيف الاستقالات الذي يضرب الحزب، خاصة في إقليم تاونات مسقط رأسه؟ وكيف له أن يتغاضى عن التراجع الواضح في إشعاع الحزب، بعدما ساهم شخصيا في عزل الكفاءات وإقصاء الأطر وتكريس الانفرادية في اتخاذ القرار ؟
الأمين الجهوي لم يمتلك الشجاعة للاعتراف بالاندحار المتواصل، ولم يقدر على مواجهة الصحافة البناءة التي تنتقد بالأرقام والمعطيات الدقيقة، بل اختار الصمت الموارب والتبريرات الواهية. أسئلة كثيرة ظلت عالقة دون رد : لماذا تم إقصاء البرلمانية خديجة حجوبي من الدائرة الشمالية ؟ لماذا لم يقدم تفسيرا شفافا لمسلسل الاستقالات التي تعصف بفرع تاونات ؟ ولماذا يتجاهل الحديث عن مشاكل جماعته تمزكانة التي يعرفها الجميع ؟
ليس له إجابة عن كل هذه الأسئلة لكن النتيجة كانت تدوينة باهتة تؤكد أن الأمين الجهوي لا يملك سوى سياسة الهروب إلى الأمام، ولغة خشب عقيمة لا تشبع ولا تغني من جوع.