سفيان.ص
في زمنٍ تتعدد فيه الأصوات وتتباين فيه الشعارات، جاء صوتٌ واحد بسيط ومفعم بالصدق، ليُلخّص وجدان أمة بأكملها:
“نحب ملكنا ونحلم بوطن نقي من الفساد”.
عبارة كتبها شباب جيل Z بخط يده، ورفعها عالياً خلال مسيرة احتجاجية، لكنها لم تكن مجرد لافتة عابرة، بل صرخة أمل ورسالة ولاء، تحمل في طياتها تجسيداً صادقاً للعلاقة المتجددة بين الشعب وملكه.
جيل Z، الذي نشأ في زمن الرقمنة والانفتاح، لم يعد يكتفي بالتعبير العاطفي عن الانتماء، بل صار يطالب بوطنٍ يسوده العدل والشفافية وتكافؤ الفرص. إنه جيلٌ يربط بين الولاء للوطن والملكية وبين المطالبة بالإصلاح ومحاربة الفساد، جيلٌ لا يرى في النقد معاداة، بل ممارسة ديمقراطية مسؤولة تروم البناء لا الهدم.
اللافتة التي تداولها الآلاف على مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت رمزاً لوعيٍ جماعي جديد، يرفض اختزال الوطنية في الشعارات الجوفاء، ويطالب بترجمتها إلى أفعال ملموسة على أرض الواقع: تعليم نزيه، صحة محترمة، إدارة شفافة، وفرص عمل كريمة للشباب.
إن هذا المشهد، الذي جمع بين الانتماء الصادق والوعي السياسي، يبعث برسالة عميقة مفادها أن الشعب المغربي، رغم معاناته اليومية، ما زال متشبثاً بثوابته الوطنية، ويرى في الملكية ضمانة للاستقرار ووحدة البلاد، لكنه في الآن ذاته يطالب بمغربٍ نظيفٍ من الفساد والمحسوبية.
جيل Z، بهذا الفعل الرمزي، فتح باباً جديداً للنقاش حول دور الشباب في إعادة تعريف الوطنية، ليس فقط كشعور وجداني، بل كمشروع جماعي لإصلاح الوطن من الداخل، في ظل الثقة الكاملة في المؤسسة الملكية باعتبارها راعية الإصلاح والتحديث.