بعد أسابيع طويلة من الركود، تعيش العاصمة العلمية فاس على وقع انتعاشة سياحية ملحوظة منذ مطلع اكتوبر الجاري ، حيث عادت الفنادق والرياضات التقليدية والمطاعم لتستقبل زوارها من داخل المغرب وخارجه، في مشهد يبعث الأمل في نفوس المهنيين الذين عانوا لفترة ليست بالقصيرة من تداعيات التوقف والركود.
ورغم ما شهدته بعض المدن المغربية من احتجاجات متفرقة لجيل “Z”، فإن مدينة فاس ظلت تنبض بالسكينة والأمان، بفضل اليقظة الأمنية العالية والمهنية الكبيرة التي أبانت عنها مختلف المصالح الأمنية بالمدينة، مما جنبها أي اضطرابات أو إلغاء لحجوزات السياح، سواء الأجانب أو المغاربة المقيمين بالخارج.
وأكد عدد من المهنيين في تصريحات متفرقة للحقيقة24 أن المدينة استعادت جزءا كبيرا من بريقها السياحي، بفضل الاستقرار والأمان اللذين تتميز بهما، إضافة إلى جاذبيتها التاريخية والروحية التي تجعلها دائما وجهة مفضلة لعشاق التراث والهدوء في فصلي الخريف و الشتاء .
وتشهد مختلف المآثر التاريخية كجامع القرويين، باب بوجلود، وساحة الرصيف، حركة دؤوبة للزوار، في وقت تشهد فيه الفنادق ارتفاعا في نسب المبيت تجاوزت 80% في بعض الوحدات الفندقية .
من جهة أخرى، أشاد مهنيون بالقطاع بجهود السلطات المحلية والاجهزة الامنية و مندوبية السياحة في تحسين البنية التحتية والسهر على نظافة المدينة وتأمين مختلف الفضاءات السياحية، معتبرين أن هذه الخطوات تشكل نقطة تحول إيجابية في مسار السياحة الفاسية.
وفي انتظار أن تستمر هذه الدينامية خلال فصل الخريف، يأمل العاملون بالقطاع أن يتم الاستثمار أكثر في الترويج لمدينة فاس باعتبارها وجهة روحية وسياحية وثقافية عالمية تستحق الاكتشاف.