في مشهدٍ يعكس الاستهتار بمعاناة المواطنين، تعيش تجزئة القرويين بطريق الشقف، التابعة لمقاطعة زواغة بفاس، على وقع انقطاع مفاجئ وطويل لصبيب الماء الصالح للشرب منذ منتصف يومه الاحد 12 اكتوبر الجاري وإلى حدود كتابة هذه السطور، دون أي إشعار أو بلاغ من طرف الشركة الجهوية متعددة الخدمات بفاس مكناس المسؤولة.
الساكنة عبّرت عن غضبٍ عارمٍ واستياءٍ شديد من هذا التصرف، الذي وصفوه بـ”اللامسؤول” و”المهين”، متسائلين:
وا السي وزير الداخلية لفتيت، واش ما خاص تدخل عاجل باش تشوف الشوهة اللي دايرة هاد الشركة فالعاصمة العلمية؟
عدد من السكان أكدوا أن الانقطاع دام لساعات طويلة تجاوزت أكثر من 8 ساعات دون سابق إنذار، ما أربك حياتهم اليومية، خصوصًا الأسر التي تضم أطفالًا ومسنين، معتبرين أن ما وقع تعبير صريح عن غياب التواصل وضعف التدبير في واحد من أهم المرافق الحيوية التي تمسّ حياة المواطنين مباشرة.
ويضيف مواطنون متضررون أن الشركة الجهوية متعددة الخدمات بفاس مكناس لم تكلف نفسها عناء إصدار بلاغ رسمي أو حتى منشور على صفحاتها الرسمية لتوضيح سبب الانقطاع أو تحديد المدة الزمنية اللازمة لإعادة التزويد بالماء، معتبرين أن هذا استفزاز واحتقار لكرامة المواطن الفاسي.
من جهتهم، دعا عدد من الفاعلين الجمعويين بفاس وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت إلى التدخل العاجل وفتح تحقيق في هذه الواقعة، خصوصًا في ظلّ توالي الشكايات ضد الشركة بسبب كثرة الأعطاب، ضعف التواصل، وغياب الشفافية في التسيير.
فاس اليوم عطشانة، وساكنتها تنتظر من المسؤولين أن يتحملوا مسؤولياتهم تجاه هذا العبث الإداري والخدمي، وأن يعيدوا للمواطن ثقته في المرفق العمومي بدل تركه فريسة للارتجال وسوء التدبير.
