تعيش جهة فاس-مكناس على وقع ترقّب واسع بعد تعيين البروفيسور خالد آيت الطالب واليًا على الجهة، في وقت تشهد فيه عاصمة الجهة حالة من الركود التنموي والتوتر السياسي الصامت بين مختلف الفاعلين المحليين.
الأنظار اليوم تتجه إلى الوالي الجديد، الذي يأتي بخبرة طويلة في التدبير الصحي والإداري، لكنه يجد نفسه أمام ملفات شائكة ومعقدة، في مقدمتها المجلس الجماعي لمدينة فاس برئاسة العمدة عبد السلام البقالي، الذي يعيش منذ فترة على وقع انتقادات متزايدة حول ضعف الأداء وتراكم الإخفاقات في تنزيل المشاريع المهيكلة.
ويثير الرأي العام المحلي تساؤلات حول قدرة الوالي خالد آيت الطالب على كسر منطق التحالفات الضيقة والمصالح المتشابكة التي أثرت سلبًا على السير العام للشأن المحلي، خصوصًا أنه يعي جيدا فشل عبد السلام البقالي على تدبير مندوبية الصحة بصفرو سابقا ما دفعه لإعفائه من منصبه آنذاك بسبب “أخطاء جسيمة”.
تجربة الوالي خالد آيت طالب في وزارة الصحة ، حيث راكم خبرة في تدبير الأزمات واتخاذ قرارات حاسمة، قد تساعده على التعامل مع التعقيدات التي تعرفها المنظومة الجماعية بمدينة فاس و ملفاتها الشائكة .
في المقابل، تشير مصادر الحقيقة24 إلى أن العلاقة بين آيت الطالب والعمدة البقالي ليست على أفضل حال منذ سنوات، وهو ما قد يشكل اختبارًا حقيقيًا لقدرة الطرفين على تجاوز الماضي ووضع مصلحة المدينة فوق كل اعتبار.
فهل سيستطيع والي الجهة الجديد البروفيسور خالد آيت طالب أن يفكّ شفرات المجلس الجماعي ويعيد ترتيب الأوراق بما يخدم فاس وساكنتها؟
