بورطريه . . . الجمعوي رضوان بوريان ، شاب مغربي حمل طموحه إلى الضفة الأخرى دون أن ينسى جذور وطنه الأم

الحقيقة 2426 أكتوبر 2025
بورطريه . . . الجمعوي رضوان بوريان ، شاب مغربي حمل طموحه إلى الضفة الأخرى دون أن ينسى جذور وطنه الأم

في زمنٍ تتزاحم فيه التحديات وتُغلق الأبواب في وجه الكفاءات، يبرز اسم رضوان بوريان كصوتٍ مختلف، وكشخصيةٍ استطاعت أن تصنع لنفسها مكاناً بين الفعل الجمعوي والدبلوماسية الموازية.

هو ابن مدينة فاس، وواحد من الشباب الذين آمنوا بأن حب الوطن لا يُقاس بالمكان، بل بالفعل والالتزام والمسؤولية.

منذ بداياته الأولى، لم يكن بوريان من أولئك الذين يكتفون بالتنظير أو الشعارات، بل اختار طريق المبادرة والعمل الميداني، مؤمناً بأن التغيير لا يأتي بالصدفة، بل بالإصرار والاجتهاد. ومن هذا الإيمان، وُلد مشروعه الجمعوي الذي حمل اسم “الجمعية المغربية الإسبانية للتنمية الاقتصادية والسياحية والاجتماعية”، وهي مبادرة أراد من خلالها مدّ جسور التعاون والتفاهم بين البلدين، وتعزيز العلاقات الثنائية عبر بوابة المجتمع المدني.

لكن مسار بوريان لم يكن مفروشاً بالورود، فقد واجه حيفاً مؤسساتياً مؤلماً حين وجد نفسه يصطدم بواقع إداري بارد، لا يعترف بالكفاءة بقدر ما يُكرّس منطق الزبونية والعلاقات.
ولأن الطموح لا يعرف الانكسار، وجد بوريان في إسبانيا من يفهم قيمة ما يحمل من أفكار، فاحتضنته مؤسساتها، وفتحت له أبوابها، ومنحته الدعم الذي افتقده في وطنه الأم .

ورغم ذلك، لم يتخلَّ عن مغربيته، بل ظل يردد أن “الهوية لا تتغير بالمكان، بل تترسخ بالفعل والموقف”، مبرزاً في كل مبادرة يشارك فيها صورة المغرب المشرقة، ومدافعاً عن رموزه وقضاياه العادلة بكل ما يملك من وعي ومسؤولية.

رضوان بوريان هو نموذج للشاب المغربي الذي يحب وطنه حدّ الوجع، ويقاوم الظلم والإقصاء بالصبر والعمل. لم تغره الأضواء ولا المناصب، بل ظل مؤمناً أن خدمة الوطن مسؤولية وليست امتيازاً، وأن الوفاء الحقيقي هو أن تظل تعمل لأجل بلدك حتى وإن خذلك بعض أبنائه.

اليوم، يمثل بوريان رمزاً للأمل وسط جيلٍ عطِش للاعتراف، ودليلاً على أن النجاح لا يحتاج إلا إلى الإيمان بالنفس وبالرسالة، مهما كانت الرياح معاكسة.

الاخبار العاجلة