شهدت احتفالات الجزائر بعيدها الوطني أجواءً غير معتادة، حيث بدا الإحباط واضحاً على القيادة، لا سيما على وجه الرئيس عبد المجيد تبون، بعد صدور القرار الأممي الداعم لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
ورغم محاولات الإعلام الرسمي التخفيف من وقع القرار، أظهرت الصور تبون شاحب الوجه وشارد النظرات، ما يعكس خيبة القيادة الجزائرية من الهزيمة الدبلوماسية التي مني بها مشروع الانفصال. القرار الأممي، الذي اعترف لأول مرة بخطة المغرب كحل وحيد وواقعي، وضع الجزائر في عزلة سياسية بعد سنوات من التحركات المكثفة داخل مجلس الأمن.
وعلى النقيض، شهدت المدن المغربية احتفالات عارمة، تعكس التفوق الدبلوماسي للمغرب ونجاحه في كسب دعم المجتمع الدولي، بينما غابت مظاهر الثقة المعتادة عن الاحتفالات الجزائرية، وبدت الكلمات الرسمية العامة محاولة لتغطية شعور داخلي بالمرارة.
الحدث يؤكد نهاية مرحلة الهيمنة الخطابية للجزائر، وفرض لغة الشرعية والواقعية السياسية، فيما تظل صورة تبون رمزاً لخيبة نظام لم يستطع مواجهة الواقع الدبلوماسي الجديد.






